سجلوا عندكم

إِهْدَاءٌ من بريد الذّاكرة إلَى صَدِيْقٍ شَاعِرٍ

Views: 71

د. محمد نعيم بربر

تمّ نظم هذه القصيدة، بتاريخ 2 ــ 8 ــ 2001م، على أثر أمسية شعرية خاصة في مدينة الرياض، في منزل قنصل لبنان بالمملكة العربية السعودية الأستاذ علي ضاهر(*)، جمعتْ بعض الأصدقاء، بدعوة من مُنَسّق هذه الأمسية، الصديق الأستاذ تاج الدين شلق . وقد شارك الشاعر في هذه المناسبة الأدبية بإلقاء بعض قصائده الوجدانية والعاطفية والوطنية المؤثرة، وأهدى في ختام هذه الأمسية الشعرية نسخة من ديوانه “مَوَاسِم الشِّعر”، إلى القنصل الأستاذ علي ضاهر، الذي شاركنا بدوره وأسمعنا بعض قصائده المختارة :

وأجْمَلُ مَـــــــــا عِنْدِي، كِتًابٌ أحِبُّــــــــــــهُ

سَأُهْدِيْكَ مِنْـــهُ صُوْرَةً تُشْبِـــــــــــــهُ الأصْلَا

تَمَاهَيْتُ فِيْهِ، مِثْلَ طِيْفٍ بِظِلِّـــــــــــــــــــــهِ

تَمَـــــــــاهِي حَدِيْثِ الرُّوْحِ فَي الشِّعْرِ قَدْ حَلَّا

تَسَامَيْتُ فِيْهِ، فَانْجَلَتْ لِــــــــــــــــــي حَقَائِقٌ

مِنَ الْكَوْنِ فِي نَفْسِي، فَكَانَتْ هِــــــــيَ الْمُثْلَى

وَأُشْهِدُ رَبِّــــــــــــي أنَّني كنتُ صَادقًـــــــــا

” مَوَاسِمُ شِعْرِي”، صِنْوُ رُوْحِـي هِيَ الأغْلَى

 أقَدِّمُهَــــــــا عُرْبُوْنَ وُدٍّ لِشَاعِـــــــــــــــــــرٍ

تَقَبَّلَهَـــــــــا حُبًّا، وكانَ لَهَــــــــــــــــا أَهْلَا

وعزَّتْ مَنَــــــالًا إِذْ تَجَلَّتْ لِرُوْحِـــــــــــــــهِ

فَبَادَلَهَــــــــا وَجْدًا وَفَاضَ بِهَــــــــــــــــا نُبْلَا

وَصَفَّقَ مِثْلَ الطَّيْرِ أَرْخَـــــــى جَنَاحَــــــــــهُ

يَضُمُّ خَوَافِيْــــــــهِ، وإِنْ كانَ لِـــــــــي مِثْلَا

فَأَلْفَيْتُ فِيْهِ الشِّعْرَ بَوْحًـــــــــــــــا مِنَ النَّدَى

وَرَاوَدْتُ أَفْكَــــــــــــارِي، فَكَانَ هُوَ الأَحْلَى

وَأَصْغَيْتُ إِذْ أَفْضَى بِهِ الشِّعْرُ مُرْهَفًــــــــــــا

فَلَامَسَ خَفْقَ الرُّوْحِ، كَالسِّحْرِ قَدْ جَــــــــــلَّا

تَمَاثَلَ فِي رُوْحِــــــــــــي كأنّــا علَى الْهَوَى

نُلَوِّنُ وَجْـــــــــــــــــهَ الشِّعْرِ كَالْبَدْرِ إِذ ْ هَلَّا

فَنِصْفٌ علَى بَحْرِ اللآلِي نَظَمْتَـــــــــــــــــــهُ

وَنِصْفٌ علَى الدُّنْيَا، فَكَانَ لَهَـــــــــــــا ظِلَّا

نَفِيءُ إِلَيْهِ كُلَّمَا هَـــــــــاجَ شَمْسَهَــــــــــــــــا

هَوَى “بَعْلَبَكَ الشِّعْرِ”، كَانَ لَهَــــــــــا بَعْلَا

تَطُوْفُ علَى أَسْوَارِهَــــــــــــــــا مِنْهُ وَمْضَةٌ

تَطَالُ عُقَابَ الْجَوِّ إِذْ طَــــــــــافَ، أَوْ أَعْلَى

فَفِي “بَعْلَبَكَّ الشَّمْسِ”، كَمْ هَــــــــامَ طَائِفٌ

وَكَمْ شَاعِــــــــرٌ أَبْلَى، وَكَمْ عَابِـــــــــدٌ صَلَّى

وَكَمْ مُسْتَهَـــــــــــــــامٌ زَادَهُ الْوَجْدُ لَوْعَــــــةً

فَصَفَّقَ مَحْزُوْنَ الفُؤَادِ، وَمَــــــــــــــــا كَلَّا

كَأَنَّ حَنِيْــــــــــنَ الرُّوْحِ لِلْجِسْمِ خَفْقَـــــــــــةٌ

تُعِيْدُ إِلَى الأَوْطَانِ مِنْ رُوْحِهَـــــــــــــا وَصْلَا

تُلامِسُ أَرْضَ الشَّمْسِ فِي كَــــــــــــفِّ شَاعِرٍ

وَتَغْسِلُ وَجْــــــــــــــهَ الشَّرْقِ عِطْرًا بِهَا ابْتَلَّا

عَلِيٌّ، أَرَى فِي بُرْدَتَيْـــــــكَ خَلِيْلَهَـــــــا (1)

فَكُنْ لِخَلِيْلِ (2) الشِّعْرِ يَا صَاحِبِــــــــي خِلاَّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (*) ــ القنصل الأستاذ علي ضاهر في حينه، أصبح فيما بعد سفيرًا في وزارة الخارجية 

 1 ــ خليلها: الهَاء عائدة إلى مدينة بعلبك، والمقصود ابن بعلبك الشَّاعر خليل مطران

2 ــ خليل الشِّعر: المقصود مُؤسّس عِلْمِ العَرُوضِ، الخليل بن أحمد الفَرَاهِيْدِي

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *