تراب يحتضن التراب

Views: 346

وفيق غريزي

 

العقول المنفتحة تظل حائرة 

بين النقائض والترهات 

بين الحقائق والتوهّمات 

بين الموت والحياة 

مصابيح المواخير ترتعش اضواؤها 

ارياح الدعارة 

تدخل الضجر الكامن في الرغبات 

الى قلوب السكارى 

والعذارى 

اللعنة تصبغ الارض بألوان الحقارة 

سجناء في غياهب الجحيم 

تعساء.. لم يولدوا.. ولم يموتوا 

لا يستحقون العتاب 

يسكنون في الأرض اليباب .

***

مدننا مزدحمة بالأشباح 

تكبّل العابرين في طرق الظلام 

حين اكتشف ذاتي 

ارقص عاريا امام المرآة 

مومس متسربلة بالعار والقذارة 

تسترق النظر من كوة الجدار 

فتريها مخازيها بابتسامة زانية 

عالم الليل النقي هو العالم الحقيقي 

وعالم النهار عالم الأوهام والأشرار

النعاج العفنة 

تغرق في نوم عميق 

تسكرها خمرة الدنان 

وجوهها شاحبة على وسادة الاشواك 

احشاؤها طعاما للوحوش والذئاب 

العيون المغلقة تصدح كالبلابل 

ملك الحقول يلوّح بالسنابل 

عالمنا لا حب فيه 

ولا افراح 

لا سلام او يقين 

ابواق مضطربة تقلق الميتين… 

 نخصب الحفر في الخندق العطشان 

خندق الحماقة 

 التي يرتكبها 

الكائن الانسان …

تحت قبة الحياة السحر جمال 

يحرس هيكل الحب والموت والابتهال 

نظراته توقع الرعب في القلوب 

استوعبته، بلغت به 

سدرة الكمال 

المتدينون باثوابهم السوداء 

يجمعون من رماد مجامرهم 

اشواقي والشهوات 

التغاضي عن الاثام يزيد المعصيات 

ويفتح ابواب الجحيم .

***

اموات يعانقون الاموات 

تراب يحتضن التراب 

ابناء الظلام 

شياطين الأنام 

يتركون الأطفال جياع 

يتعذبون في الليل والنهار 

ويجلدون نعاجهم البشرية بالسياط

فتزحف الى اعتابهم 

تدوس رؤوسها الاقدام 

القلوب المثقلة بالجراح 

تتحول الى احجار 

الغبطة تعطي معنى للخوف والضجر 

لكل ما يصبو إليه ابناء البشر 

الظلام يغمر المكان 

نار احقادهم وجرائمهم بلغت 

اقاليم السماء….

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *