قناطر زبيدة: لآلىء منسيّة
إيمان ريدان
تحمل قناطر زبيدة الأثريًة الرّومانيّة المبنيّة في العام ٣٠٠ ق.م. على كاهلها عبء آلاف من السًنين، وما تزال، وإنْ أفقدتها الحروب وكلوم الزّمن الكثير من أجزائها، ولكن ليس كبرياءها.
يُرجعها البعض إلى زبيدة زوجة هارون الرّشيد. أو إلى ملكة تدمر . (https://pioneergun.com) وآخرون إلى أميرة كنعانيّة أراميّة اسمها زبيدة، والقائمة تطول…
من القناطر الخمس عشرة، بقي ما نسبته ١٠ بالمئة. وقد كانت متّصلة بعضها ببعض من فوق نهر بيروت، قبالة الجسر الضيّق الذي يفصل بين الحازميّة والمنصوريّة من جهة ، وبين جسر الباشا من جهة ثانيّة، وكانت ممرًًا لعربات الخيل..
هذه النبذة توثّقها المعلومات الرّسميّة. أمّا القناطر التي تزيًن الوادي النضِر، كلآلىء ثمينة منسيّة، فتتماهي مع هيبة وجمال تلك المنطقة التي تحتضن النّهر في الأسفل، وصخورا تزنّر الجبال، وتحفل بشتّى أنواع الزّرع من حمضيّات وخضراوات. وقد أحالها كلّ ذلك إلى ملعب عصافير، وسيمفونيّة أصوات طيور حادّة، لا تخشى بنادق الصّيادين في هذه الأيّام التي تعزل البشر فقط، وتطلق باقي المخلوقات إلى مساحات آمنة.
بعد أن يتمّ رفع الصخور، جرّاء سيول الشّتاء عن آخر الطّريق التي تربط القناطر بجسر صغير جميل، ومنه إلى المقاهي..وبعد أن تنتهي أزمة العزلة بسبب الفايروس الكونيّ ، ستكون القناطر محطّة جميلة للزّيارة، والتّأمل بالتّاريخ والجغرافيا، بعيدًا عن الاعتبارات الضّيقة التي يصنعها الأفق المحدود لأصحابها، ومن أجل اكتساب مشاعر فرح، وإحساس بالجمال، يفتقدهما العالم كثيرًا هذه الأيّام.