في العلمانية ووحدة الوجود والمصير
المحامي رجا عارف أبو علوان
اذا كان وباء الكورونا قد اثبت علمانيته، عندما اجتاح دول العالم الذي تمزقه الصراعات والشعارات الغبيه، متخطيا النظم والمذاهب والايديولوجيات الدينية والعلمية والفلسفية، والحدود الفاصلة بين الدول والشعوب ااتي تغرقها حروب الجهل، من دون أن يفرق بين دين وجنس وعرق ولون، فوحّد جهود البشر بحثا عن الدواء والخلاص، ألم يكن ذلك اشارة الى وحدة العرق البشري ووحدة وجوده ومصيره؟ الم يكن ذلك تذكيرا باننا ابناء كون واحد يؤثر كل منا ويتاثر بالآخر، خيرا ام شرا؟..الم يكن ذلك كافيا لايقاظ الضمائر والعودة الى الحقيقة الانسانية العلمانية الشاملة؟…
إننا في حقيقة الأمر وطن واحد وشعب عالمي واحد وروح واحدة، ومصير واحد، وحقيقه كبرى، تشوهه كثافات الأوهام وتمزقه عقائد زائفة، تخوض صراعا غبيا غيبيا، سلطويا فارغا.
إن الإنسانية لا يمكن ان تعيش السلام إلا في ظل العولمة واسقاط حدود الفصل التي بنتها اباطيلنا.
إن حقيقتنا، هي ترابطنا الوجودي، فانت إن فكّرت او فعلت او انفعلت، في اي بقعة من الارض، يتاثّر بك وينفعل ويتفاعل كل موجود. فأنت علماني عالمي في الأصل. متى ندرك ترابطنا ووحدة وجودنا؟ وهل ندرك هذا الأمر، قبل فوات الأوان؟