سجلوا عندكم

جمهوريةزحلة أسست واعلنت دولة لبنان الكبير

Views: 876

جورج سكاف

يحتفل  لبنان هذه السنة، في شهر أيلول المقبل، بالعيد المئوي لإعلان دولة لبنان الكبير، ومع اننا رغم مرور مئة  سنة على اعلان دستور دولة لبنان، واعتراف العالم به كدولة مستقلة، ومشاركته دول العالم بإنشاء  الجمعية العامة للأمم  المتحدة،  ومساهمته الفعالة في وضع واقرار شرعة حقوق الإنسان  وجميع المؤسسات ذات الاهتمام الدولي، فلا نزال في لبنان  في طور الإعداد والمطالبة بوضع نص نهائي وثابت للدستور، وإنشاء مؤسسات الدولة على أساس قوانين دستورية صريحة كاملة، لا وفقًا لقوانين خاصة واستثنائية، في كل مرة وعند كل استحقاق، لمرة واحدة  فقط، أي اننا لا نزال في العيد المئوي لإعلان دستور دولة لبنان نعتمد دستورا قيد الإعداد،

    لهذا العيد المئوي  أهمية خاصة في زحلة لان الجنرال غورو  اصر ان يكون الإعلان الرسمي للاتفاق الذي تم في باريس، لان مطران زحله كيرلس مغبغب الذي  شارك البطريرك الحويك  في اجتماعات باريس وهو الذي اصر على ضم الأقضية الأربعة إلى  لبنان سياسيا   لانها تابعة   لابرشيته طائفيا،

   ومع ان زحلة مشهورة اليوم بأنها عروس البقاع وجارة الوادي ، مدينة الخمر والشعر، وأكثر المدن تطورًا وتنظيمًا  عمرانيًا  واقتصاديًا، وهي   مركز المهرجانات  السنوية في الشعر ولم يبق شاعر عربي الا وألقى  فيها اجمل شعره  لتخلده  مع كبار الشعرا، والفنانين ،  في طليعتهم  امير الشعراء احمد شوقي بقصيدته العصماء التي أنشدها   محمد عبد الوهاب  وفيروز،  كما اشتهرت  بحدائقها  الغناء التي   تميزت  بإيواء في ظلال أشجارها الباسقة تماثيل كبار الشعراء ورجال الدولة  والمشاهير في كل مجال، وكذلك  جعلت من جانبي نهر البردوني أوسع وأجمع المنتجعات والمقاهي التي تقدم أطيب المأكولات اللبنانية ، وخاصة التسكة أو المقبلات التي  اعتمدت في جميع انحاءالعالم، حيث انتشر الزحليون بأعداد تفوق عشرات أضعاف   الباقين في : زحلة يا  دار   السلام  فيك مربى الأسودي ،

   وزحلة مدينة رائدة  في التقدم والازدهار، إنما هي في مختلف مراحل التاريخ  مدينة فرسان وبطولات في كل ما تعاقب على المنطقة من غزوات ومن اجتياحات ومن تبدل سطوات وسيطرات، فتبدو زحلة وكأنها مدينة أسطورية، بدءًا من تسميتها، فكل المؤرخين قد ذهبوا في كل مذهب حول اسم زحلة، فقال بعضهم ان ذكرت في التوراة  باسم معبدة لبنان، واطلق عليها الرومان اسم : أهراء روما، واليونان دعوها سوريا المجوفة، أما المؤرخ الزحلي الكبير عيسى إسكندر المعلوف فقد وجد ان البقاع سمي بالعبرانية  باسم : عميق ، وكان مستنقعا كبيرا جففه الأمير بشير الشهابي ، ويرى المؤرخ جواد بولس ان الإمبراطور سفيروس قام بتقسيم المنطقة إلى عدة ولايات وأصبحت سوريا المجوفة تشمل سوريا الشمالية وعاصمتها أنطاكيا، وفينيقيا تمتد إلى البقاع وحمص وفلسطين وصولًا إلى شرقي الأردن،  ودعي البقاع بوادي لبنان أو سهل نوح، وبقاع العزيز نسبة إلى عبدالعزيز ابن السلطان صلاح الأيوبي، أما فيليب حتي فيرى ان الاسم يعود إلى إلى اسم اله قديم يدعى عزيزون  أي العزيز،

  اختلف تقسيم البقاع بحسب الحكام، في القرن التاسع عشر كان البقاع يسمى الشوف البياضي وقاعدته زحلة، وبقي تابعًا للبنان حتى أواخر حكم داود باشا، وسلخ بعد ذلك وأصبح قائمقامية تابعة لولاية مقرها سوريا وقاعدتها المعلقة،

  بعد معركة عينداره ١٧١١ وسع الشهابيون مقاطعتهم وضموا اليها البقاع وقسما من كسروان وظلت زحلة داخل اقطاعهم حتى مرحلة المتصرفية.

زحلة  الجمهورية

  قبيل عامية كسروان وثورة  الفلاحين على الاقطاعيين، بقيادة طانيوس شاهين، كتب المؤرخ الزحلي الكبير عيسى إسكندر المعلوف يقول :  ذات يوم سبت مساء  (١٩ آذار ١٨٥٥) قدم زحلة الأمير بشير ابي اللمع قائممقام قائممقامية النصارى  وهم بأن يبني قصرا له (سرايا الحكومة) فاستوقفته عمشاء صاحبة الأرض ورفعت دعوى ضده، فأخفق في بناء قصر الحكم، وتجمع الزحليون  وأقاموا عليهم جمعية شيوخ من شيوخهم  تدير شوؤونهم، منهم حنا المعلوف وعبدالله أبو خاطر وعساف مسلم ويوسف البريدي وجرجس الحاج شاهين  وخليل  جحا…  ولم تمض على مشيختهم بضعة اشهر حتى أرسل الأمير بشير نقولا الأرقش البيروتي شيخا على زحلة، ورفع الأمير يد مشايخها الوطنيين مستاء مما حصل ، وأصر شيوخ زحلة على إدارة شؤون بلدتهم بأنفسهم، فعقدوا مجلسًا قرروا فيه طرد الارقش  واستعادوا المشيخة لهم،  وكان الارقش قد عين ٨ مندوبين لإدارة شؤون البلدة وحفظ عقاراتها، فأغار عليهم الزحليون وامتلكوا أراضي الأمراء اللمعيين في زحلة وجوارها، ثم هجموا على الارقش وطردوه واستعادوا المشيخة،

   اعتمد الزحليون على أنفسهم بجميع أعمالهم وأقاموا قاضيًا منهم، واتخذوا خاتمًا لهم لختم  أوراقهم الإدارية باسم وكلاء عموم زحلة،

   هكذا أصبحت زحلة يحكمها مجلس بلدي من زعمائها، وكتبت جريدة التايمس اللندنية  (١٨٦٠) تقول:  ان سكان زحلة  آنذاك قد أعلنوا جمهورية  تيوقراطية،

تحزب أهالي  زحلة ضد الأمير وأقاموا عليهم شيخ شباب، وعقدوا مجلسًا مركبا من ٦ أنفار اختيارية  واتفقوا على رفض ان يكون الأمير بشير احمد حاكمًا عليهم، فرجع إلى موطنه في بيت مري وبرمانا، وامتد الحراك الشعبي إلى سائر المقاطعات وبلغ أهالي غزير، بوجه آل حبيش  عملوا شيخ شباب نظير زحله، ضد المقاطعجية، فحصل صدام  حمل السلطات العثمانية على التدخل لإخماده،

  هذا الحراك الشعبي استمر، وهو مستمر حتى اليوم ضد المقاطعجية لبناء الدولة الديموقراطية، بارادة شعبية.

 

من أرشيف جورج سكاف مأخوذة من صفحته على فيسبوك

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *