مُتوارٍ في جوهَرِه
لميا أ. و. الدويهي
قدَّمتَ ذاتَكَ مجَّانًا
تواضعتَ مُتصاغرًا
كي تلجَ عُمقَ الروح
داعبْتَ الأحاسيس
ودغدغتَ المشاعر
بطهرِ براءتِك
وخفَّةِ وطأتِك…
جمعت النُّفوس
ووحدت القلوب
فُحْتَ كعبيرِ الزُّهور
وغرَّدتَ كما الطيور…
أشرقت كالشَّفَقِ
المنثورةِ ألوانه
على صفحةِ الوجود،
عندَ مَغيبٍ بعيد
يُبشِّرُ بفجرٍ جديد…
كنتَ الأثيرَ النَّاعم
والنَّسيمَ الدَّافئ
والضِّياءَ الباهر
كنتَ الرَّبيعَ الحافلِ بالأريج
الفائضِ بالينابيع
كنتَ الجمالَ الأزليّ
قبلَ الغَسقِ الأديم،
كنتَ الأنتَ،
الذي يفيضُ في الأنا
عذوبةً وجمالا…
لم تُميِّزْك
عقولٌ مُكابرة
ولا قلوبٌ فارغة،
بل استعاضَت عنك
بمباهجَ باهرة
تخدعُ البَصَر
تشوِّشُ النَّظر
تزدري البَصيرة
تَشمَتُ بالحقيقة
تَستَهينُ بالفَضيلة…
فما كان من الحبِّ
سوى الانكفاء،
مُتواريًا في جوهرِه،
علَّ مَن استخفَّ بقدرتِه
واستغنى عن كمالِه،
مُعتقدًا بأنَّ الحياة
تُستكمل بالتسلُّط،
تُستَعرض بالنفوذ،
يَجدُّ في طلبِهِ
فيُنجِدُهُ الحبُّ
مرَّةً أخرى،
ويَضُخُّ فيه
روحًا، وَجدًا، كيانًا…
١٣/ ٥/ ٢٠٢٠