ثورة الفرح ووميض الروح
د. خالد كموني
أسوأ أنواع العيش: أن يقيم عقلُك في التاريخ، ويفيض لسانُك في الشارع، ويجثم جسدُك في مجالس الحكم والقيادة.
إن أول ما يغادر هذا البؤس هو الهناء، لأن العِلْمَ المناضل سيكثر اغتياله شهيدًا بأيدي الجهلة، أو الطلاب الجهلة حتى. وسترى الغثَّ ليس أمام الناس فحسب، بل فوقهم حتى.
ولكن،
لأن الحقَّ مغموسٌ بين مخالب المنافقين، كلما ظهرت فكرة أو نبتت نخلة قائد أو انبعثت رسالةٌ خالدة…
سنثور، ونثور، ونثور
كي تهجر النساء القبور، وتتعلق بشفاه الرجال، ويعمَّ الفرح والرقص والغناء، ويهبَّ في وجه كل عابسٍ متجهمٍ فيلسوفٌ أو شاعر أو رسول يخنق في رأسه كل أوهام التاريخ.
سنثور كي نمتلك الدين تحت أقلامنا فنكون فوقه، فعقلنا هو من يفكر بالله والكون والوجود والإنسان.
سنثور ليكون لنا زفرةٌ نحو المستقبل، غير مصحوبة بالحوادث التاريخية، بل بوميض الروح العربية الهادرة في الأرض ماءً بعد رمل، وجنسًا بعد فحش، وحبًّا بعد قحط.
سنثور كي لا نكون مجبرين على العيش، بل متمسكين بكل لحظة يكون فيها الكون مرآة لعيوننا بما نقول أو نريد.