لم يكن يوما عاديًا…
منى دوغان جمال الدين
بخطوات مثقلة كنت اسير متجهة الى عملي وكأن العيد قد سها ولم يدق بابي.
غابت للحظات البسمة عن وجهي: فالقلب الذي كان ينبض فرحا مساء أمس مع اغنية “اهلا اهلا بالعيد” و “يا ليلة العيد آنستينا”، استيقظ باكرا على رنين هاتف اصبح ثقيل الظل مع اطلالة العيد.
تثاءبت قبل ان انهض واحدق كالعادة بالسماء التي تمنحني قوة الرجاء وتحيي في أملا لا يذوب الا بزحمة النهار.
عرفت اذن انه يوم كسائر الأيام، يوم عادي، فلا تكبيرات تتردد، ولا ضحكة اطفال بثياب العيد تصدح.
لم أسمع سوى صياح ديك فرنسي يضرب كالمطرقة على رأسي ويقول لي: استيقظي… استيقظي… حان وقت الفلاح…
وفي طريقي الى مكان عملي، حاولت جاهدة ان ابتسم لكن البسمة غابت للحظات عن وجهي… واذا بتكشيرة تتمدد شيئا فشيئا لتسرق آخر ما تبقى من عطر بهجة ليلة أمس.
واذا بامرأة بيضاء شقراء متوسطة العمر تحدق بي مبتسمة ثم تقترب مني قائلة: Bonne Fête Madame
شعرت لوهلة وكأنني في باب الحارة حيث الكل عند صباحية العيد يأتي الى الآخر معايدا حاملا معه بسمة العيد.
ولم اصح من شرودي الا عندما اقتربت مني سيدة ذات قامة طويلة تنتظر مثلي اشارة المشاة الخضراء لتقول لي:
– Aujourd’hui c’est la fête؟
– Oui, madame.
فتقول لي: Eid Mabrouk بلكنة فرنسية، ابتسمت ثم
ضحكت وضحكنا سويا.
عرفت عندئذ انه لم يكن يوما عاديًا…
عيد مبارك نص يحمل الالم والفرح
فعلا دكتور قاسم قاسم اصبت وهو شعور كل من يعيش في بلاد الاغتراب تحياتي