ذكريات إعلامية…حكايتي مع بدايات الفنان راغب علامه

Views: 1351

نبيل غصن

باواسط السبعينات، كان الجيش اللبناني يهتم بتطويع شباب من الطلاب واجراء دورات تدريبيه الهم لمدة سنه لكل مجموعة، بنطاق مشروع وطني تأهيلي تحت مسمى “خدمة العلم”، ومن ضمن فعاليات الدورات التدريبية الوطنية، قررت قيادة الجيش يومها انشاء مسرح خاص بهؤلاء المجندين على سبيل التثقيف والترفيه، تقدم فيه كل اللي بيتمتعو بمواهب فنية من ممثلين ومطربين وموسيقيين وكوميديين وشعراء. 

ويومها اختارني قائد مخيم خدمة العلم الجنرال فرنسوا زين – رحمه الله – ومساعده النقيب بسام سعد – اطال الله بعمره – للإشراف الفني والتحضير الكامل لإحياء حفلات هالمخيّم…

واول الخطوات كانت انصرافي لسماع اعداد كبيري من المجندين واختيار اصحاب المواهب منهم في كافة المجالات… واستغرق هالعمل مني اسبوعين او تلات اسابيع حتى تمكنت من اختيار حوالى السبعين مجند، اللي بيتمتعوا بمواهب مختلفه  وبدأت بتدريبهم، كل فئة بالمجال الناجحه فيه … 

 

وبهاك الوقت كنت اشغل بالاذاعة (منصب كبير المخرجين ) وكان حينها مدير عام وزارة الاعلام الدكتور مناف منصور اللي وافق على انتدابي وتفرغي لمدة شهرين لتحقيق هالعمل الفني الضخم، وكنت كل يوم امضي عدة ساعات بمعسكر خدمة العلم، استمع الى اصحاب المواهب واشرف على التحضيرات الفنية اللازمة .

بهالاثناء بيتصل فيي مدير وزارة الاعلام الدكتور منصور، وبيطلب مني اشرك بهالحفلات شاب جديد صوتو حلو وبيعزف على العود من بلدتو وبيهمو أمرو… جاوبتو بإنو الاشتراك بهالاحتفالات مقتصر فقط على شباب خدمة العلم المجندي… وعاد المدير وطلب مني اسمع هالشاب، واذا اقنعني بصوتو وحضورو، بلّغ العميد زين رغبتي باشراكو اذا امكن.. 

اخبرت العميد فرنسوا زين برغبة الدكتور مناف منصور، جاوبني : اذا سمعتو وكان منيح منشركو استثنائياً…

وفعلا اجا هالشب لمكتبي بالاذاعة وعرفني على نفسو، واسمو راغب علامه.. كان شاب يافع جميل ولطيف وحامل بايدو عود، طلبت منو يسمعني شي، خبرني انو محضر اغنيه خاصه للجيش وحابب يشترك فيها.. 

سمعتو ولفتني فعلاً صوتو وحضورو وثقتو بنفسو…

رحبت فيه، وطلبت منو يلاقيني على مخيم خدمة العلم لاجراء التمارين مع الفرقة الموسيقيه، وتلقي بعض التوجيهات بخصوص دورو ووقفتو عالمسرح، وهكذا كان.

 

وقدمنا الاحتفال باليوم الاول وكان المكان حاشد بالجنود من كافة الرتب وبمقدمهم قائد الجيش وقادة الالوية٠٠ ولما اجا دور راغب، طلع عالمسرح وتوليت انا تقديمو ونوّهت بصوتو واختيارو الذكي لاغنية رائعه للجيش، ووسط التصفيق والتشجيع غنّى راغب اغنيتو الحلوي مع الفرقه المسيقيه وكان بالوقت نفسو عم يعزف على العود.

 ونالت الاغنية استحسان الجميع والاعجاب الكبير بصوتو وحضورو اللطيف، ووسط عواصف التصفيق استعادوه اكتر من مره ت يعيد غنائها…

ومن وقتها توقعت لراغب علامه النجاح الفني الكبير وقلتلو: انت مش بس بتتمتع بصوت جميل انت عندك كاريزما وحضور محبب رح يساعدوك تجتاز كل الصعاب والوصول الى مرتبات عاليه من النجاح، شرط تعرف تختار اغانيك وترسم شخصيه فنيه خاصه فيك وطبعاً مع متابعة دراساتك الموسيقيه والتدريب الصوتي السولفيج

وما مضي وقت طويل حتى حلّق راغب علامه بسماء الفن، خاصة بعد نجاحو بالبرنامج التلفزيوني “ستوديو الفن”… 

وهيك تألق راغب وشهرتو عمت كل البلدان العربيه والاجنبيه…

تحياتي ومحبتي وتقديري للصديق العزيز راغب علامه، اللي بفخر باني كون من اوائل اللي قدموه وتوقعولو النجاح والتألق الكبيرين…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *