النص الروائي من وجهة نظر النقد الإبداعي
مصر-مؤمن توفيق
تعد الرواية بمثابة الفن السردي الوحيد الذي يمتلك القدرة على صياغة وملاحقة التغيرات الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي تحدث من حولنا.
ولا تزال الرواية تحتل مكانتها المتميزة في صدارة اهتمام النقاد، من حيث تمحور تركيزها في تقديم الدراسات والأطروحات المتنوعة قديماًوحديثاً ما بين الكلاسيكية والحداثة، كما يعود ذلك الاهتمام لمكانة الرواية واحتلالها أرفع الجوائز العالمية والعربية، ما أدى إلى ازدهارها وانتشارها مؤخراً بشكل ملحوظ.
وانطلاقاً من اهتمام النقاد بهذا النوع من الأدب الإبداعي، أصبحت الرواية أحد أهم الأنواع الأدبية الأساسية، لقدرتها على الاستيعاب والتحليل والرصد لكل المتغيرات المجتمعية معاً، والذي يتضح أكثر من خلال تناول النقد الإبداعي للنص الروائي، وسعي الناقد للتحليل واستنباط المعنى الخفي على القارئ من عدة محاور، ما يجعل القارئ سواء المتخصص أو العادي يجد فيه غايته الجمالية.
وكلما خرج النقد متوازياً مع النص الإبداعي مبتعداً عن جمود المضمون الأكاديمي؛ صب ذلك في الصالح العام للقارئ، مع عدم إغفال الحياد والمجاملة أو الهجوم، خاصة أنه ما من جنس أدبي إلا ولابد من وضعه تحت مجهر النقد البناء، لتتواصل بذلك مسيرة الإبداع، وبعيداً عن اختلاط المفاهيم في ما يتعلق بالنقد الأدبي، سواء بأن يتم التعامل مع النقد على أساس أنه نظريات مسلم بها، وبالتالي يتم تقييم النصوص وفقاً لها، أو العكس من ذلك بكونها ليست مجرد نظريات، بل الغرض هو الدراسة المكتملة للنص الأدبي، حتى يتحقق بذلك الهدف الأسمى للنقد من خلال دراسة وتقييم وشرح النص الأدبي، وإبرازًا لمكامن القوة أو الضعف، أو الجمال أو القبح، تأكيداً لأهمية دور النقد في الارتقاء بالأدب، وتسليطه الضوء على الجوانب المظلمة في خبايا النصوص، لكي نحصل في النهاية على إنتاج أدبي يرقى بأن يحتل مكانته بين كنوزنا الأدبية الخالدة.