زياد في صُلب شغل الأخوين رحباني

Views: 1705

رمزي خوري

 لستُ موسيقياً ولا شاعراً بل أحد الشغوفين بشغلهم لدرجة تكوين مع مرور الوقت ثقة قويّة بالمقاييس الفنّية التي إما إعتمدوها أو بكل بساطة إبتكروها. و طبعاً غاية الوصول لسمع و قلب و عقل مُتلقّي الفن،و ما كان ليحصل بهذا النقاء لولا اللقاء القدري مع فيروز(حفظها الله) ………  ولستُ بطبيعة الحال قانونيّاً، لأقرّ بأحقيّة مَن بالتصرّف بالأعمال بعد رحيل الأخوين، بل أشهد دوماً للحق من خلال الإحساس و الضمير والأخلاق، لذا لن تقوى قوانين الكّتُب (هذا إن صحّت) أن تُقنعني أنّ فيروز مُجرّد “مُؤدّية” و أن زياد “مُحوّر و مّستغل” (عبارات يتمّ تداولها). 

لا أكتُب لأمتدح عبقريّة زياد رحباني و الأخوين عاصي و منصور الرحباني ، أكتُب فقط كواجب، بسبب فقدان حفظ التاريخ في وطننا الحزين: أوّلا فشل أو إنعدام المؤسسات المولجة ، و ثانياً إفتقاد الإعلام و الوسط “الثقافي” لأبسط معايير المعرفة و الإلمام بالموضوع المتناول. و كردّة فعل على اي ظُلم، و حتى لو أتى من ذوي القربى. لقد عُيّر زياد (كَأحد أفراد عائلة عاصي الرحباني ) لإعادات توزيعه لبعض مقطوعات الأخوين رحباني و إعتباره البادي بتشويه ما، يُستغل كمُسوّغ قانوني يعطي الحق لأي فرد بعائلة منصور الرحباني بالإستعادات(و هذا يشمل الأحفاد أيضا و بنفس عناوين القطع اللتي إنتقاها زياد سابقا !)، و هل كان زياد في صلب مشروع الأخوين رحباني أم إمتداداً له؟ (السؤال للأستاذ سليمان بختي) أظُن الإثنين معاّ.

 نشأ زياد وترعرع في كنف شغل أهله (و يا له من تاريخ حي نابض أبدا،عوضاً عن وصفه بالإرث)، وسرعانما شبَّ و صنعَ شخصيّتهُ الخاصة في الموسيقى و المسرح، و كبُرت و توسّعت مروَحة تركيباته الموسيقية خاصة،شرقاً و غرباً. و في غمرة كل التطوُّر و التغيُّرات التي حدثت كان هنالك ثوابت في أذواقه و أهمّها الإفتنان بشغل الأخوين و صوت فيروز بالذات و هاجس خلق قوالب و أبعاد موسيقية يستحقّها برأيه…..

 أحاول الإضاءة هنا على هذه المحطات من البدايات، للوصول إلى مرحلة النضوج بالتوزيع في المراحل اللاحقة(و كلّها متّصلة بعمل الأخوين رحباني و فيروز ،الثابتة بالمرحلتين، دون التطرّق لمروحة زياد الموسيقيّة خارجها)، عسى أن أُوَفّق.

البداية 1971:

ضمن مسلسل” من يوم ليوم” للأخوين رحباني 1971 نجد لزياد إبن الخامسة عشر عاماّ لَحن “ضلّي حبّيني يا لوزيّة” بصوت خالته هدى حداد الحلقة 11 ، و مرجّح:  “لولي يا لولي” غناء جورجيت صايغ الحلقة 3، و موسيقى تصويرية في الحلقات 2 و 6، تنويعات بيانو على أَغنيتي “نحنا و القمر جيران” و “بعدك على بالي”. و هذه الأغاني تسكنه دوما فقد طاب لي الإستماع إلى هذه الأغاني عالبيانو في نادي للجاز ببيروت 1994 !(يتبع لاحقاّ الصيغة الأكمل مع صوت فيروز).

نقرأ بزاوية الشاعر جورج جرداق في مجلة الشبكة( العدد 815، 6 أيلول 1971) في معرض كتابته الساخرة  أمس شاهدت فيلمون وهبي – طوله متران و عرضه ثلاثةو شرواله يتّسع لمكاتب الأنباء الوطنيّة- يُغنّي لحنه الجديد الرائع الذي ستُنشده فيروز في مغنّاة “ناس من ورق”، و يُمليه على زياد الرحباني – طوله شبران و عرضه فتران و عمره 15 ليكتبه على أوراق النوتة! كان زياد برفقة أبيه عاصي و الصديق الشاعر يشاهدون مسرحية “مدينة الفرح” ببيت الدين. أنا أعرف من صديق موسيقي مُلم جداً أن هنالك من يحمل شهادات الدَكترة في الموسيقى و يعجز أن يكتب نوتة لأي شيء بطريقة السمع! فيا لها من ثقة، من عاصي الرحباني المدققو المُلم بكافة التفاصيل التي تصنع العمل الفني، بزياد و بأغنية لفيروز في العمل الجديد القادم، أي “ناس من ورق” في معرض دمشق الدولي، و الأغنية الأرجح ” لو فينا ننقّي حبايبنا” و التي سُحبت لاحقا في موسم البيكاديللي بسبب زعل فيلمون وهبيلعدم ضمّه ضمن جولة أميركا الشمالية المجيدة لفيروز و الفرقة الشعبية اللبنانية في خريف السنة.

هذا و في حوار مع مجلة الشبكة (العدد 814، 30 آب 1971)و في معرض جوابه عن جديده يجيب زياد، “سجّلت بعض المقطوعات الخفيفة للإذاعة”، نسمع عن هذه التسجيلات (طي أدراج الإذاعة اللبنانية)  في السنة المقبلة.

 

 1972 :

 لم تكُن ناس من ورق على مسرح قصر البيكاديللي بيروت، المرة الأولى التي يظهر فيها زياد عازفاً حاملا الأكورديون(لتنويع الأصوات مع النفخيّات) إلى جانب لاعب الأكورديون الأساسي ألكسي مانوكيان (“زورو” في برامج الأخوين رحباني التلفزيونيّة، السلام لروحه)، إنما المُلفت جلوسه على كرسي البيانو، أي أنه تناوب على عزف الآلتين. و هذا يتماهى ما نسمعه من إضافات لدور البيانو خاصة في أغنية “دقّيت” (شعر سعيد عقل) في تسجيل “ناس من ورق”في المسرحية الغنائية الكاملة553/554، و بين نسخة الأستديو الصادرة قبل مُنفردة.(VDL 521  ضمن مختارات وGVDL 33)

في زاوية الإذاعة في مجلة الشبكة (العدد 852، 22أيار 1972) نقرأ تحت عنوان “زياد الرحباني يعزف حبيتك بالصيف”  بأنّ الإذاعة قدّمت ضمن فترة البث المباشر “حبّيتك بالصيف” معزوفة على البيانو، و قد برزت كمقطوعة موسيقية و قد أضفى زياد الكثير من موهبته الشابة و توزيعه الخاص.

لم تنته السنة ، ففي موسم الصيف (وغير مساهمته بتوزيعات و عزف الأورغ ب ناطورة المفاتيح) ، تخطّت تلك السنة الهواية في نادي بقنايا جل الديب (كانت استعادات المسرحيات الغنائية للاخوين مزدهرة) إلى الإحتراف، فقد أعاد زياد توزيع و تقديم مسرحية “يعيش يعيش” مع منجد الشريف(وهو نجل الأستاذ صبري الشريف الشريك الثالث بالفرقة الشعبية اللبنانية و مخرج معظم الأعمال حتى 1972)  كإخراج. كان ذلك ضمن مهرجانات المسقى السياحية الأولى(المتن).

1973 :

قد تكون محطة “المحطّة” هي الأوضح للجمهور، و قصة طلب عمّه منصور من زياد مشروع أغنية “أخدوا الحلوين” لتتنشد فيروز تحيّة لعاصي(لغيابه إبان النكسة الصحية القوية التي ألمت به و بنا) من نظم منصور “سألوني الناس”. نلحظ إبان تقديم المسرحية صُوَر كثيرة لزياد في الكواليس، و يظهر جليّا هذه المرة توزيعه الموسيقيمن كثرة إستعمال البيانو مع الإيقاع أو حتى كإيقاع أساسي مع الباص مثلا في مشهد “قتل المحطة”. إضافة إلى دخول زياد مع عمّه الياس (السلام لروحه) لأول مرة مضمار مقدمات المسرحية، طبعا هذا وقع مباشر إبان نكسة عاصي بزيادة الحمل ع منصور. فكان ل الياس المقدمة الأولى و لزياد المقدمة الثانية.

الحدث الأبرز بـ السنة بالنسبة لموضوع المقال الأساسي كان إصدار أول أسطوانة طويلة لزياد بعنوان “مهرجان رحباني” يُعرّف عنه ما ترجمته من الإنكليزية “المعزوفات ل أغاني ضاربة ل فيروز بتوزيعات جديدة لزياد رحباني” مع نصّ تعريف على الغلاف الخلفي. لا بد من سرد العناوين لما لها من مرافقة لزياد بمعظم أعماله حتى آخر موسم ببيت الدين مع فيروز 2003: مقدمة “صح النوم” (لا اولى و لا ثانية!)، “طلعت يا محلا نورها”، “لا إنت حبيبي”، “لا تعتب عليي”، “علّموني”، “عاليادي اليادي” (طل الحلو)، مقدمة “ناطورة المفاتيح” الأولى، “يا بياع الخواتم”، “نسّم علينا الهوا”، “دخيلك يا إمي”، “الحلوة دي”، “يا أنا يا أنا”.

و في الصيف ضمن” قصيدة حب” بعلبك، كانت له أغنية “قديش كان في ناس” المجيدة، لحناّ و كلاماً هذه المرة مع تعديلات لعمّه منصور للشعر.

 

1974:

“نطرونا كتير” كانت أغنية زياد كلاما و لحنا لفيروز بمسرحية “لولو” مع تأدية دور التحرّي .

 في عزّ تمرّده على الأعراف الموسيقية العائلية بالتاليف الموسيقى في مسرحيّة “نزل السرور” و رصده تحوّل الفنادق إلى خنادق، لم يمر العمل من دون إعادة توزيع و تعديل بالكلام الملائم لمشهد المسرحية ل “طلّي اضحكيلو يا صبية” المجتزأ من مشاهد مسرحية “بياع الخواتم” المجيدة للأخوين رحباني. لا يختلف إثنان على جمال الثوب الجديد للمقطوعة .

 

1975:

لم يستسغ عاصي الرحباني بالبداية مقطوعة زياد لتكون مقدمة لمسرحية” ميس الريم” و نهًره ما هذا الإيقاع، سوداني؟ (عدة مقابلات و أحاديث لزياد) إلى أن سكنه اللحن فقرّر أن تكون مقدمة إفتتاح المسرحية… و يا له من ذوّاقة فعلا…! غير لحن “حبّو بعضن” لفيروز شارك زياد بدور أحد الحرّاس (تمثيلا و غناءاً!) و كان الأخوين يبغيان له دور أكبر لكنه رفض.

1976:

للمرة الثانية على التوالي يؤلّف زياد المقدمة الأولى لمنوعات معرض دمشق الدولي إلى جانب لحن “يا جبل الشيخ” لفيروز . و للمرة الأولى ربما في تاريخهم يقدّم الأخوين رحباني ضمن عروضهم عمل قُدم في عمل لغيرهم، فيغني جوزف صقر (و هو أصلا من أعضاء الفرقة الشعبية اللبنانية)” أنا اللي عليكي مشتاق” (من “نزل السرور”) و “الحالة تعبانة يا ليلى” و بشخصية “نخلة التنين” من مسرحية “سهرية” لزياد. هذا الإستثناء ينفي عن زياد بنظري صفة “الغير” بل هو في صلب الأعمال. و هذا تكرر بحفلات حديقة الأندلس بالقاهرة.

1977:

أسطوانة “بالأفراح”، إصدار مشروع موسيقي جديد لزياد رحباني، لا غنى عن القول عن إنشاء معهد بالولايات المتحدة الأميركية يُدرّس الموسيقى الشرقية من خلال هذه الأسطوانة ، السلام لروح المؤسس عازف الرقّ بمجمل أعمال الأخوين وزياد ميشال بقلوق. و أيضا إلى جانب المؤلفات الموزعة (ما في شي نهائي ع مقولة عاصي) مجددانجد موادا للأخوين رحباني:” قصقص ورق”، “عتّم يا ليل”، “يا حبيبي كلما هب الهوى”، و أيضا أعنيتين أخريين لفيروز “يا حمام” (حليم الرومي) و “الحلوة دي” (سيد درويش).

وللسنة الثالثة على التوالي يتكفّل زياد بالمقدمة الأولى لمسرحية “بترا” آخر مسرحيات فيروز و الأخوين رحباني.

1978- 1979:

ينتقي عاصي زهرة (و طالما شبّه الأغاني بالأزهار) من حديقة زياد أغنية “البوسطة” من مسرحية بالنسبة لبكرا شو ، و يشتريها (حسب مقابلات زياد!) لتغنيها فيروز في بالاديوم لندن و ثمّ في حفلات الشارقة و الأولمبيا باريس مع تلحين أغنية “أنا عندي حنين”.

ولا بدّ أن نمرّ على إصدار إسطوانة “أبو علي” الشهيرة، لما تمثله من هاجس صنع القوالب الموسيقية الجديدة ، ها هو يعيد توزيع موسيقى(من تأليفه) من مسرحية” أبو علي الأسمراني”(قدمت في 1974 بطولة نضال الأشقر و أنطوان كرباج) وكذلك مقدمة “ميس الريم”.

1980آخر 1979:

بعد إنفراط عقد فيروز و الأخوين ، شارك بتلحين أغاني قد تكون الأفضل مما قُدّم ببرنامج المنوعات “ساعة و غنّية” و موسيقى.
و أيضاً أغاني جميلة في الجزء الثاني من مسلسل” من يوم ليوم” (للاسف لم يرتقي لمستوى الجزء الأول) بالتوازي وضع الموسيقى التصويرية كاملةً، فيا لها من مفارقة أن يكون العنوان نفسه هو بداية و نهاية التعاون ضمن أعمال الأخوين رحباني.

 

بداية أخرى من 1981:

بالرغم من تغيّر أُطر الإنتاج الفني إلا أنّ شعلة الذوق و الولع لا تأفل و هنا أنتقي برأيي ما هو ملائم لتكامل الموضوع.

… ها هو المسؤول الموسيقي عن جولة فيروز في أميركا الشمالية  1981 مما زاد من مسؤوليته خلق قوالب جديدة لصوتها. فكان إخراج موسيقي لبعض الأغاني و توزيع جديد “لحبّيتك بالصيف” و “اسهار”(تلحين محمد عبد الوهاب) و “تراب عنطورة” مع إستنساب موال “يا قمر مشغرة” كبداية. 

للأسف وتيرة العمل لم تكن متواصلة بالزمن لكنها وصلت إلى صيغة نموذجية (صدرت أسطوانة436  تسجيل حي صوت الشرق) ضمن حفلات الرويال فستيفال هول لندن 1986 فسمعنا دفعة واحدة إعادة توزيع كاملة و من العناوين المستجدة” شتي يا دني”، “سنرجع”، “نسم علينا الهوا”، “نحنا و القمر جيران”، “خدني” بالإضافة ل “قديش كان في ناس”. المفارقة كانت رحيل عاصي متزامنا مع وقع نجاح الحفلات الباهر.

و ضمن مواد أسطوانة معرفتي فيك 1987ريلاكس إن، 14 نلحظ معزوفة “عينطورة” ، و الأولى و الثانية المستنبطان من “حبيتك بالصيف” و الغائصتان في أغماق بحور الإحساس الفيروزي، يقول زياد أن عاصي كان يطلب منه أن يُعيد و يُعيد السمع! طبعا جلسات السمع تكون من أول البروفات و الإصدار الرسمي دائما يتأخر( نعرف أن الأساس كان جاهزاً سنة 1983 مقابلة فيروز إذاعة صوت لبنان).

مرورا بجولة فيروز بأميركا 1987 و ثم حفلة بيرسي باريس1988 ، انبعثت من جديد “فايق عليي” و “يارا” و “بتتلج الدني” بتعديل موسيقي و غنائي و و تدخل فيروز(لوحدها بلا كورال) على “طلعنا على الضو” صادحة بالحرّية مع الموسيقى المكتوبة.

و عودة لتوزيع أعمال سيد درويش “أهو ده اللي صار” لاستهلال حفلات الصوت و الضوء على سفح ابو الهول القاهرة 1989 (كان قبلها “الحلوة دي” للكورال بإيقاع و توزيع مختلف منذ فيلم “نهلة” 1978)

و قد يصح القول أن عروض أولمبيا لندن1994  هي حفلات العزف الحي لأسطوانة “إلى عاصي” الأزلية التي ستصدر بعد أشهر.( و أكثر مع”يا شاويش الكركون”)

1995:

بصوت زياد الدعاية “من الأخوين رحباني و فيروز أُهدي عاصي” لإصدار “إلى عاصي” الأسطوانة المدمجة 600صوت الشرقو كاسيتات.

لن أُقترب بالتعبير مما يلي:  بقلم منصور بكتيّب الأسطوانة بعنوان “أنفصل عن (الأخوين) لأكتب عن عاصي”

“لا اتكلّم على هذا التراث البحر، مخافة أن أتحدّث عن نفسي، فالكتابة الآن ، هي على إسمه هو و على الإهداء الذي يرفعه زياد إلى أبيه، فأقفُ شاهداً للعبقريّتين، تلك التي رسمت أمساً متوهّجاً، و هذي التي ربطته بغد مضيء.”

“عاصي، و بالرغم من دراسته الموسيقيّة المعمّقة، لم يستلهم  الا ذاته و شعبه. كان يتنزّه بالغرابة، و في الشغف بالحقيقة، فالفن عنده هو ابن الصعوبة، و ابن الوعي، و إن المعرفة هي تَذًكّر… كان دائم القلق، لا يرتاح الا حين يستغرق في التأليف أو في جلسات الجدل، لينسى، ولو مؤقّتاً ذلك الهدير الداخلي المتصاعد سؤالا، إلى أين!!!”

و كان شديد التعلّق بإبنه زياد. و إنّ زياد هنا، في تحية أباه، يُضفي جديداًعلى إبداعات غيّرت الموسيقى في هذا الشرق…”

                                                                                                                    منصور الرحباني 21/ 1/  1995

العناوين الجديدة الموزعة غير المذكورة أعلاه: موسيقى “جسر القمر” 1 و 2، “أنا لحبيبي”، “بحبك ما بعرف”،” يا مهيرة العلالي” (مع دخول صوت فيروز)، “على مهلك” (مع دخول رئيسي ل صوت فيروز)، “بقطفلك بس”، “شالك رفرف” (بصوت فيروز، كانت سابقا بصوت وديع الصافي)، “شتّي يا دنيي”، “ياطير/يا حجل صنين”، “يا جبل اللي بعيد/بعدو الحبايب”، “تحت العريشة سوى”، “حبّيتك و الشوق انقال”.

أظنّ ، مع السواد الأعظم من الجمهور، أن هذه الأسطوانة تربح بجدارة مسابقة “إذا ذهبت إلى المريخ و مسموح لك بأسطوانة واحدة، ما تأخذ معك؟!!” السلام لروح المعلم بطرس مسؤول المبيع بصوت الشرق .

 

عقبال كل سنة 2000:

من الصعب أن يتكرّر موسم حفلات فيروز و زياد تلك السنة(ضمن مهرجانات بيت الدين) لما حملته ، و أخيراً، من إنسجام و تواطؤ بين القديم والجديد، الكليشيه العقيم للمجتمع اللبناني حين يتناول أغاني فيروز… برأيي فيروز ابتدأت و استمرّت و ستبقى، نضرة متجددة مهما تغيّرت التواريخ.. كان صوتها يتنزه بين الحدائق المختلفة و الجمهور من الجد إلى الحفيد في العائلة الواحدة. و بين مشهد و مشهد موسيقى لزياد صاعقة الجمال! اصدار الأسطوانة المدمجة “فيروز في بيت الدين” اي ام اي/ فيرجين/ ريلاكس ان، لمختارات التسجيل الحي شاهد.

من العناوين التي تّضاف إلى أعلاه أي (إعادة و توزيع موسيقي و غنائي أيضا لملائمة تقنيات صوت فيروز) من مواسم بيت الدين منتهية ب 2003: “لا إنت حبيبي” (و أظّن كانت المرة الأولى التي يظهر صوت بزق الستينات على المسرح)،” يا محلا ليالي الهوى”، “البنت الشلبية”، “بعدك على بالي”، “بكتب إسمك”، “بيّي راح مع هالعسكر”، “دخيلك يا إمّي”، “فايق ولّا ناسي”……و هنا لا بد أن اُذكّر بالربط بما وردَ تحت سنة 1973 الفقرة الثانية عن إصدار مواد إصدار أول أسطوانة مطولة لزياد و هذا المذهل في ثباته في أذواقه .. متل “القمح اللي بيطلع بسهول و المي اللي بتنزل ع طول” بأغنية “أيه في أمل”.

في جولات فيروز من 2004 أضاف زياد لعناوين إعادة التوزيع “بعدنا” و “حمرا سطيحاتك” مُقتطعة من اسكتش “ورد و شبابيك”.

سطح، شتي، شمسيّة 2006:

لم يمرّ العيد الستّون لمهرجانات بعلبك الدولية من دون إستعادة فيروز في مسرحية(قدمت ليلة أهالي بعلبك في بعلبك فقط في 12 تموز ليلة بدء العدوان الإسرائيلي و تأجل العرض لبيروت في 1،2،3 كانون الأول)، و أي مسرحية إنها “صح النوم”(تعرّضت لحملة تشهير مغرضة إبان تقديمها بالبيكاديللي خريف 1970 و كان من نتائج الحملة أن لا تصدر مختارات استديو و لا اسطوانات منفردة إلا واحدة للاسف ) المسرحية النموذجيّة للأخوين رحباني كما سمّاها زياد، و ها هي المسرحيّة تنال حقوقها المهدورةولو بعد كل هذا الوقت و لا بد لكل مُحب لشغل الأخوين أن يهلّل لهذا العرض و التسجيل، يا إلهي “البير المهجور” مرة أخرى! لقد أعيد توزيع كامل مواد المسرحية كما صدرت على أسطوانات الفينيل 33 دورة صوت الشرق 1 / 2 . هنا لا بد من الإشارة أن في بيان اللوم لأصحاب الحقوق تُذكر “مقدمة صح النوم الأولى” و للحقيقة أن لا مقدمة ثانية “لصح النوم”  و ما صدر عالأسطوانتين المدمجتين (تسجيل عرض معرض دمشق الدولي) لا يتعدّى كونه تنويعة على تيمة المعزوفة و المقصود واضح أن تفتح الستارة بعد مرور شهر على القمر البدر التالي ليكون الفرق بالعمران و التطوّر بعد تختيم الطلبات كلّها! و زياد دوماً يُعرّف عن توزيعه للمعزوفة إنها “على تيمة “مقدمة صح النوم” و آخرها في بيت الدين و القاهرة 2018.

و في أسطوانة “ايه في أمل” 2010يصدر توزيع “بكتب إسمك” مع كلام تكريم لعاصي و منصور بصوت الكورال، حبذا لو فيروز، و “البنت الشلبية” أيضا بتطوّر مستمر عن ما قُدم في بيت الدين ، لأن “ما في شي نهائي” مقولة عاصي.

خلاصة:

الإستنتاج الأول أن مُجمل محطّات زياد بإعادة التوزيع كانت على مرأى و مسمع الأخوين و عند بلوغ الذروة منصور لوحده، بسبب رحيل عاصي المبكر (السلام لروحهما). والثاني  الذي أيضا يجب التنويه، انه لم يصدر أي تسجيل بتوقيع زياد من دون صوت الأصل، أي صوت فيروز، لا بل زاد دور الصوت على بعض الأغاني و المقطوعات التي كانت حصراً بالكورال.

و بعد كل ما سبق من إنصهار فنّي موسيقي بالأخص بين الأخوين و زياد، و لو استمرّت مسيرة الإنتاج (دون مرض عاصي و الحروب)، و خاصة بعد أن قرأنا في نهاية السبعينات عن مسودّة مسرحية للأخوين بعنوان “كراكون 101” من بطولة زياد، أسمح لنفسي بأن أحلم ب شغل أوسع و أشمل بينهم ….إن صحّ الحلم شو صار!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *