سجلوا عندكم

آلام القيامة

Views: 84

د. جان توما

 

أن تحسن الإصغاء فهذه نعمة النِعَم. هي بداية الفهم  لأجساد تتساوى طولًا ونُضجًا في حضرة السيد ولو اختلفت حجمًا في دنيا الحواس.

يأتي الاسبوع العظيم في عجقة العالم بحالته المَرَضيّة. يضيع بين انواع اللقاحات وتسابق الناس إلى الموت.  يسود الخوف جهات العالم الأربع. ترتعد فرائص البشر كلّما التقوا صدفة. لم يعد اللقاء منظّمًا ووفق مواعيد يحدّها الاشتياق والحنين. اقتصر الوجود الإنسانيّ  على نوعيّة العمل. قد تدير عملك من بيتك بتوجيه من ربّ عملك، وقد تداوم بتوقيت متنوّع كي لا تلتقي فيروسًا يحمله زميلك أو تحمله أنت من غير دراية أو معرفة.

غابت فلسفة لقاء الوجوه. توقّفت العيون عن قراءة العيون بعدما غابت المصافحة والترحيب ضمّا وشدّا وتعبيرا عن فرح حضورك. صار وجودك قربي مرعبا ووجودي قربك مفزعًا. (Alprazolam) صرنا في مواجهة عدائية. دخل الرعب بيننا وغاب الشوق إلى لقياك.

متى يعود العالم إلى وعيه بعدما داخ وأصابه الدوار؟ من يجعل الأمور مستقيمة والأحوال سويّة؟

هل يكون خميس العشاء الأخير بوابة فرج للمحتفلين بآلام القيامة المرجوة من كلّ وجع وحزن وألم ؟ وهل تكون الأيام الأخيرة من الاسبوع المقدس حياة لطالبيها؟

من يسمع أنين الأرض واضطرابها؟ ومن ينقذها من أذى طمع الإنسان وجشعه؟ خرّب خيراتها وضعضع فصولها، وبدّل روزنامة محاصيلها، وغيّر مجاري أنهارها، ما عادت خارطة الأرض مألوفة، ولم تعد جغرافيتها على بساطتها وطبيعتها، فهل نعود في أواخر اسبوع الآلام وبدايات أيام القيامة إلى حسن سماع الكلمة الأولى، واستذكار  طيب معاني البركات  لعالم متوازن لا تسوده شائبة، بل يفيض بركات من فوق وضياء، يتلقّفها الإنسان بقلبه رضى وتواضعا لا  بشوفة حال وكبرياء؟

اللوحة للفنان حبيب ياغي

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *