جورج سكاف وسيرة حقبة مشرقة من تاريخ الصحافة

Views: 634

سليمان بختي

تنطوي مع جورج سكاف (1928-2021) سيرة حقبة مشرقة من تاريخ الصحافة في لبنان. تاريخ كأنه جزء من نهضة لبنان وثقافته ورقيه وكبره.

ولد في زحلة ودرس في الكلية الشرقية ثم درس الفلسفة في الليسيه لاييك 1949 فإلى جامعة القديس يوسف ونال الحقوق والعلوم السياسية 1952.

 بدأ العمل الصحافي في “الجريدة” محررا وتدرج إلى رئيس التحرير 1964 إلى صاحب الجريدة 1970.

 أصدر مع حنا غصن وياسر هواري “الديار” مجلة سياسية أسبوعية.

استطاع في “الجريدة” أن يصدر ملحقا أدبيًا وندوتين فكريتين أسبوعيا. وكان يلتقي في مكتبه نخبة من شعراء الزجل والفصحى  أمثال ميشال طراد وسعيد عقل وإميل مبارك وأسعد سابا وأسعد السبعلي وغيرهم.

عندما أصدر ميشال طراد ديوانه “دولاب” كتب عنه جورج افتتاحية “الجريدة”.

 صدر له العديد من المؤلفات مثل:” صفحات من لبنان” (موسوعة من ثمانية أجزاء 2002)  و”كرمنا في علين” (ترجم إلى الفرنسية) و”زحلة التي نبني” و”نحو لبنان أفضل” و”لبنان الجديد” و”وجها لوجه” و” التغيير الصعب”.

 وفي كتاباته كما في افتتاحياته مزج الصحافة والفكر والأدب والقانون وعرف كيف يتقدم بكل ذلك نحو عدالة أكثر وبلاغة قانونية أدق ورؤية أفضل. وعرف أن يصل إلى العمق بالأسلوب والرؤية والظرف.

كان جورج سكاف عاشقا للكلمة والوطن بقوة القرار والموقف. كان مجموع بنّاء. تعاون مع الشاعر سعيد عقل والمحافظ نصري سلهب كي تصبح زحلة عروس البقاع والشرق. وكان خلف المسابقة لتشييد نصب عند مدخل زحلة فاز فيه الفنان سميح العطار، ولم يزل النصب قائما.

عين عام 1976 وزيرا للمالية والبريد والبرق والهاتف والاقتصاد الوطني، وروى لنا كيف وقف الرئيس سليمان فرنجية في قصر الكفور  في آخر ليلة من عهده وقبل أن ينتصف الليل قائلا: “جايي ع بالي نام رئيس جمهورية في آخر ليلة من عهدي”. كماعين سكاف في منصب رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان 1990-1993.

كل زيارة إلى نقابة الصحافة كان لا بد فيها من الاستئناس برأي نائب النقيب الأستاذ جورج وسماع ذكرياته عن جريدة “الجريدة” في سوق الطويلة ،ساحة العجمي. تجربة أخذت كل عمره.

 كلفني غير مرة بإلقاء كلمته في الكلية الشرقية بزحلة بمناسبة صدور كتاب “غصون وارفة..” لأنطوان أبو رحل.

 هو من الرعيل الأول في الصحافة. زحلي عريق بأصالته وعصاميته. أمضى أكثر من نصف قرن في محراب الصحافة ولبث على استقلاليته وتحققه من صحة الخبر والمقالة والموقف. وظل متفائلا على ابتسامة ويجذبك بمحبته وتواضعه ورقته.

حاز وسام الإستحقاق اللبناني المذهب 1998 وذو السعف 2004. وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات في لبنان والخارج.

وداعا جورج سكاف. تراب زحلة يحن عليك ويعرفك. يدي على قلبي.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *