سجلوا عندكم

صدور رواية “بماذا أخبر الله” للكاتبة السّعودية هيلانة الشيخ

Views: 1992

صدرت الرواية الثانية للكاتبة السعودية هيلانة الشيخ عن منشورات إبييدي بعد “امرأة امسكت في ذات الفعل” تحت عنوان “بماذا أخبر الله”. وهي الرواية السادسة لها بعد “تبسمت جهنم”، و”تموز والكرزة”، ”فما بكت عليهم الأرض”، و “البوكر”.

تتناول هذه الرواية حياة أنثى تطوي آخر صفحاتها الأربعينية، وهي تعيش في عزلة إرادية بين الكتب والخيال، أنثى رفضت الزواج في ريعان صباها، لتجد نفسها تتخبط وحيدة بين أهواء كتلةٍ من اللحم المترهل لا ترحم وبين نفسٍ حرّة تواقة للحرية والتحليق خارج مدارات المحسوس. 

وكما عودتنا تكتب “هيلانة” بصدق أنثى متألمة وجرأة فارسة تخوض حربا ضد كل ألوان الظلم وأشكال الطغيان، فتحارب من أجل قضاياها بقوة قلمها الخصب وخيالها الدفاق، فتصور لنا عوالمها بلغة سلسة واضحة، رغم كل ما يعتريها من مواضيع شائكة وقضايا تلامس أعمق مخاوف مجتمعاتنا العربية. 

 

أطلت علينا “الشيخ” في هذه الرواية بوجهٍ جديد ومختلف عن الروايات السابقة، جنحت في هذه الرواية نحو التكثيف حيث أن صفحاتها لم تلامس المئة، ونحو الترميز بقوة عبر ملامح وسمات بطلتها التي دخلت في محاكاة لكتّاب ولأبطال روايات عربية وعالمية، في محاولة منها لتضع أمامنا لمحة عن المعاناة التي تعيشها الكاتبة العربية في ظل وسط أدبي متوحش، إن كان على مستوى الأشخاص وسيطرة قانون الغاب وما يفرضه من تحدي الصراع من أجل البقاء، وإن كان على مستوى التحديات في النشر وقيمة ما ينشر ومدى استحقاقه.

تضعنا هيلانة الشيخ في هذه الرواية تحت وطأة ضغط نفسي هائل من أول صفحة، ولا تكتفي بذلك بل جرعتنا سمّ فلسفتها المتغلغلة بين السطور لنخرج من القراءة متقطعي الأنفاس نحتضر.

 وهذه لمحة عما تقوله هيلانة في عملها الجديد: “اليد! رغم كثرة الأيادي التي حاولت مرارًا دفني حيةً كان باستطاعتي قطعها والخروج بيدٍ واحدة مُمتدة لي وحدي، بقعة الضوء ابتعدت، لم أعد أبصر اليد التي تدفعني للأعلى، وتُجذف بي للبقاء، توارت بعيدةً وقطعت مسافة أطول من طول قامتي، مهما لوّحت لا أستطيع اللحاق بها، أشعر أن جسدي ثقيل تحت التراب، لم يبق مني غير يدٍ واحدة وثقب صغير أتنفس ببطء منه بعض الهواء مخلوطًا بأتربة المدينة المُصابة بالجائحة. تفاقمت أفكاري وضاقت عليّ المساحة، وبدأت أضمر. فمنذ أن وضعت رأسي في زجاجة مُعبأة بالنبيذ الأحمر الفاخر! لا تستغرب يا حبيبي؛ أعي جيدًا أن الفكرة أبعد من تصوراتك؛ فكيف لرأسٍ يعج بالسنوات والحكايات أن يعبر من عنق زجاجة لا تتسع لرأس فأرٍ أجرب؟”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *