المطران الحاج يطلق “قداس يوم السلام للشرق”

Views: 402

عقد رئيس اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام” المطران شكرلله نبيل الحاج اليوم ، مؤتمرا صحافيا، أطلق خلاله قداس “يوم السلام للشرق وتكريسه للعائلة المقدسة “، برعاية بطاركة الشرق الكاثوليك، ومباركة قداسة البابا فرنسيس، الواقع فيه 27 حزيران 2021، الساعة العاشرة صباحا، في كل البلدان التابعة لمجلس بطاركة الكاثوليك في الشرق، ويحتفل بالذبيحة الإلهية في لبنان البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة الصرح في الديمان، والدعوة مفتوحة لجميع الكنائس وذوي الإرادة الصالحة من جميع الطوائف والأديان، للمشاركة في هذا القداس والصلاة من أجل السلام.

شارك في المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، المنسقة العامة وأمينة السر في اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام” السيدة سوزي الحاج والأمين العام المساعد الدكتور جورج بيطار وحضور عدد من الإعلاميين.

بداية رحب بالحضور الخوري عبده أبو كسم باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري وقال:” “نلتقي اليوم لنعلن عن مشروع اللجنة الذي يكتسب أهمية كبرى في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، ألا وهو تكريس الشرق للعائلة المقدسة”.

تابع “في ظل الظروف الصعبة والخطيرة التي يمر بها لبنان، نلتجىء إلى العائلة المقدسة إلى عطفها وحنانها، نسلم ذواتنا بين يديها، فهي حامية الكنيسة ومرافقة لها في مسيرتها”. وبالتوازي، نتطلع بعين الأمل والرجاء إلى اللقاء التاريخي الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس مع رؤساء الكنائس المسيحية في الشرق في الأول من تموز، وسنرافق هذا اللقاء بالصلاة والدعاء، لكي يلهم الرب الإله المجتمعين ويأخذ بيدهم في سبيل الحفاظ على الدور المسيحي في هذا الشرق ألا وهو الشركة والشهادة على ما جاء في الأرشاد الرسولي: “الكنيسة في الشرق الأوسط 2012″.”
وختم ابو كسم “نضرع إلى العائلة المقدسة أن ترافق شعبنا المعذب والقلق والمقهور، حتى يبقى صامدا ولكي تزول هذه المرحلة الصعبة، فلا ينفع بعد اليوم، إلا الإتكال على الله وحده.”

الحاج

ثم كانت كلمة المطران الحاج فقال :
“في أيام الوجع والضيقة الخانقة، تطل علينا الكنيسة، لتطلب منا المشاركة في الصلاة على نية السلام للبنان والشرق، ما قد يجعل البعض يتساءل: “يا ترى ما عندا شي الكنيسة تقدمه غير الصلاة؟”. وجوابنا: صحيح نحن موجوعون، ولكن ما حدا بيقدر يخفف الوجع، ويعطيه معنى خلاصي ، إلا الله. وهو وحده، قادر أن يحوّل ألمنا إلى قربان، ودرب صليبنا إلى درب خلاص لنا، وللبنان والشرق كله.

ونود التأكيد أن الكنيسة تقوم بواجباتها كافة: من صلاة وخدمة محبة ومساعدات، ولكنها لا تملك الإمكانيات الكافية لتلبية كل حاجات الناس، ولا تستطيع أن تأخذ دور الدولة، وتحل مكانها ولكنها تعمل بالتنسيق مع كل مؤسسات الخير… وانطلاقنا من حاجتنا الدائمة للصلاة فلنصل”.

صلاة:

أيها القلب الإلهي البهي، رمز الرحمة اللامتناهية والمحبة اللامحدودة، دعوتنا إليك قائلا: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم”، فجئنا بشرقنا وبوطننا لبنان، نلقي همومنا ومآسينا، مخاوفنا وآلامنا، في قلبك الوديع والمتواضع الذي تتدفق منه الرحمة والمحبة والسلام لجميع البشر.
جئنا نصلي للسلام في شرقنا الجريح ونكرسه للعائلة المقدسة، مصدر قوتنا للثبات في الإيمان والرجاء والمحبة، وبخاصة في الظروف التي تمر بها شعوب شرقنا الحبيب، واثقين أن آلام شعوبنا المضمومة إلى آلام الصليب المقدس، سيكون لها قيمة خلاصية كبيرة تغير وجه لبنان والشرق، بل وجه العالم.

أضاف: “نعم يا رب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟ وهل من إله غيرك يا مخلص البشرية الأوحد يرفق بحالنا؟ لذلك من الأعماق تصرخ إليك شعوب الشرق المجروحة: أعطنا السلام يا رب السلام، السلام الذي تتوق إليه القلوب بأجمعها. السلام الحقيقي الذي هو النعمة التي تنبع من قلبك أنت يا أمير السلام، وصانعه ومفيضه علينا.

إطلاق المبادرة الجديدة: “يوم السلام للشرق”
إن اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام” المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، تطلق في الأحد الأخير من شهر حزيران، المكرس لقلب يسوع، تطلق مبادرة سنوية جديدة هي: قداس “يوم السلام للشرق”، والذي يصادف هذه السنة يوم الأحد، الواقع فيه 27 حزيران 2021، عيد سيدة المعونة الدائمة. وذلك بمناسبة مرور 130 سنة على ذكرى صدور “الشؤون الحديثة” Rerum Novarum في العام 1891 للسعيد الذكر البابا لاوون الثالث عشر، وهي “الوثيقة الخالدة وحجر الزاوية في تعليم الكنيسة الإجتماعي”، الذي يهدف إلى الإضاءة على الخير العام للشعوب وتحقيق العدالة والسلام على الأرض.

إن الكنيسة في تعليمها الإجتماعي، تهتم بكرامة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. ومن واجب التعليم الإجتماعي في الكنيسة أن يندد بالظلم والعنف في كل أشكالهما. لذلك فإن الكنيسة، بصفتها رسولة السلام على الأرض، تتوجه إلى الجميع، لتدعو كل ضمير، إلى الإقرار بموجبات العدالة والمحبّة والسلام. وتنادي على ضوء الإنجيل، بمسؤولية الجميع تجاه الجميع”.

في سنة مار يوسف:

وفي هذه السنة التي كرسها قداسة البابا فرنسيس للقديس يوسف، يدعونا هذا القديس إلى تجديد الأمانة للصلاة والإصغاء للمشيئة الإلهية، ويعلمنا أن نسلم حياتنا لله في خضم العواصف. إن يوسف البار “حارس الفادي” كما لقبه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، لا يزال حارس الكنيسة الذي نبتهل إليه ليعلمنا أن نحب الطفل يسوع وأمه مريم، وأن نضع ثقتنا بالعناية الإلهية التي تعنى أيضا بتحقيق السلام على الأرض.

وفي رسالة البابا فرنسيس هذه والتي أصدرها بمناسبة الذكرى المائة والخمسين لإعلان القديس يوسف البتول شفيعا للكنيسة جمعاء، بعنوان “بقلب أبوي”Patris Corde ، تحدث الأب الأقدس عن علاقة يوسف بالعمل الذي كان قد سلط الضوء عليه البابا لاوون الثالث عشر، في رسالته العامّة الاجتماعية “الشؤون الحديثة”.

أجل، لقد تعلم يسوع من والده بالتبني، قيمة وكرامة وفرح ما يعني أن نأكل الخبز من عرق جبيننا. لذا نصلي، ضارعين إلى شفيع العمال القديس يوسف، أن يجد حكامنا الحلول الجدية للأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي زادتها سوءا جائحة كورونا، وأن يلهم شبيبتنا وكل رب عائلة على النهوض من جديد والمثابرة في العمل بجهد وتفاؤل ورجاء.

تكريس الشرق للعائلة المقدسة

من هنا جاءت المبادرة أيضا لتكريس الشرق للعائلة المقددسة: فإليك نصلي يا عائلة الناصرة، كي نتعلم على مثالك أن نعيش عهد الحب والوفاق،.وإليك نكل جميع عائلاتنا، لكي تتجدد فيها عجائب النعمة فنردّد مع قداسة البابا فرنسيس: “يا عائلة الناصرة المقدسة، مدرسة الإنجيل الجذابة، علمينا أن نقتدي بفضائلك من خلال إنضباط روحي حكيم”.

هكذا تظهر أمام كل عائلة، أيقونة عائلة الناصرة، بواقعها اليومي المكون من متاعب ومعاناة. ولكننا مدعوون إلى الاقتداء بمثال مريم أم المعونة الدائمة التي كانت تحفظ في قلبها الطاهر عظائم الله وتتأمل بها ومار يوسف العامل بصمت وسلام بخدمة الآخرين.

أهمية الصلاة والشفاعة
من خلال رفع نظرنا إلى الله وتحفيز صلاتنا من أجل خير الجميع، نواجه الأزمات ونتخطاها، إذ يعلمنا يسوع أن نصلي من أجل بعضنا بحب أخوي ومجاني، حتى نثبت في المحبة، في الله الثالوث الأقدس البهي.

نعم كان يسوع يصلي طوال حياته على الأرض وبالأخص في الأوقات المؤلمة من حياته، وحتى آخر لحظة أسلم فيها الروح. ومن صلاته، نتعلم أيضا أن نعبر لحظات الشدة والمأساة والألم لنجعل منها مناسبات نعم وبركات.
واليوم يصلي لبنان والشرق في محنته وسط جائحة كورونا والحروب التي تهدد أمنه واستقراره، والضيقات المادية والأزمات الاجتماعية لكي يحول الرب الشر خيرا ويفيض سلامه في ما بيننا.
ففي الصلاة لا نستسلم لليأس، بل نكل بضعفنا إلى قدرة الله، لأن يسوع وحده يحررنا من قوة الشرير. والصلاة على حد قول قداسة البابا فرنسيس: “هي السلاح الوحيد الذي نملكه لكي نحافظ على المحبة والرجاء وسط العديد من الأسلحة التي تزرع الموت… والرب يصغي دائما إلى صرخة شعبه، ويمسح دموعه”.

الوحدة في الصلاة
إننا أكثر بكثير من شعوب، إننا مدعوون من خلال الصلاة لأن نكون عائلة واحدة!
لنصل أيضا بروح الوحدة بين شعوبنا وبمحبة لكي تتحقق التنمية الاجتماعية التي هي أساس السلام كما يدعونا إلى ذلك البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة الاجتماعية بعنوان “المحبة في الحق”Caritas in Veritate : ” فالشعوب تعتمد قبل كل شيء على اعترافهم بأنهم عائلة واحدة تعمل في شركة حقيقية… أجل تحتاج التنمية إلى مؤمنين يرفعون أيديهم إلى الله في الصلاة”.

لذلك نحن مدعوون أن نحيا متحدين بالحب الإلهي والمشيئة الإلهية بكل كياننا مع كنيستنا وشعبنا، حتى نكون معا عائلة واحدة ، تعترف بان السلام يبنى من خلال العدالة والتضامن.
قداس لحث ضمير البشرية: يكفي حروب وظلم! سنرفع الأحد القادم وبالشراكة مع كل المصلين قربان الحب على نية انتهاء الوباء والحروب، ولتحفيز السياسيين والمسؤولين على التغيير والخروج من هذا الظلام المحيط بنا والإنصراف لخدمة الشعب بعيدا عن المحسوبيات الضيقة والمصالح الشخصية.

نصلي لكي يتحلى حكامنا بالحكمة التي ترحم وتصالح وتخدم، من خلال الإقتداء بشجاعة مار يوسف الخلاقة لكي ينقذوا الشعب ويحموه، ويحولوا كل شدة إلى فرصة جديدة وأمل جديد كما فعل نجار الناصرة.

مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك:
قداسنا نهار الأحد يحتفل به بطاركة الشرق الكاثوليك وبتوجيه من مجلسهم الكريم الذي يصادف يوبيله الثلاثين، إنه قداس “يوم السلام للشرق”، بالتضامن وبوحدة صلاة، في كل البلدان التابعة للمجلس.

إن لجنة “عدالة وسلام” التي نظمت هذه المناسبة التي باركها قداسة البابا فرنسيس، بالتعاون الكامل مع “اللجنة اللاتينية في الأراضي المقدّسة”، إذ تشكر مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، وكل من يساهم في إنجاح هذه المبادرة، تذكر بالأخص من كتب أيقونة العائلة المقدسة المرصعة بذخيرة من كنيسة البشارة في الناصرة، والتي ستنطلق من لبنان لتزور كل البلدان المشاركة، كما تشكر كل جماعات الصلاة التي قدمت التساعيات من أجل دعم “يوم السلام للشرق”.

وختم المطران الحاج: “ان دعوتنا هذه موجهة ومفتوحة لجميع الكنائس وذوي الإرادات الصالحة من جميع الطوائف والأديان، للمشاركة في قداس “يوم السلام للشرق” في 27 حزيران ورفع الصلوات في كل مكان على هذه النية”.

بيطار

ثم تحدث الدكتور جورج بيطار عن تفاصيل الإحتفال ، فقال:

“إنها المرة الأولى في تاريخ الكنائس الشرقية، التي يتم فيها إطلاق مثل هذه المبادرة، التي تطلقها اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام” المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، المبادرة السنوية: قداس “يوم السلام للشرق”، وفي يوم الأحد الواقع فيه 27 حزيران 2021، في تمام الساعة العاشرة صباحا، سوف تحتفل الكنائس السبع: الكنيسة المارونية، وكنيسة الأقباط الكاثوليك، وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، وكنيسة السريان الكاثوليك، وكنيسة الكلدان، وكنيسة الأرمن الكاثوليك، وكنيسة اللاتين، بقداس “يوم السلام للشرق” في الوقت نفسه”.

تابع “اليوم في يوبيله الثلاثين، لا يزال مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك يحرص على تعزيز الحضور المسيحي في أرض الشرق، التي هي أرض الحوار التاريخي بين الله والبشر. ولعلّ الصلاة على أنواعها، هي أسمى مظاهر حضورنا المسيحي الذي من أجله يبذل المجلس كل الجهود، من خلال وحدة العمل بين كنائس الشرق. وفي سعيه المستمر لتحقيق السلام، يحتفل اليوم بقداس “يوم السلام للشرق” في كل البلدان التابعة لمجلس بطاركة الكاثوليك في الشرق”.

وختم بيطار “وفي نهاية الذبيحة الإلهية، سيتلو أصحاب الغبطة، بالتضامن وبوحدة صلاة مع جميع المؤمنين، فعل تكريس الشرق للعائلة المقدّسة، الذي وضعه صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان الكاثوليك، ورئيس عائلة الكنائس الكاثوليكية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، الذي عبرعن دعمه ورغبته في المشاركة، من خلال الدكتور ميشال عبس، أمين عام المجلس”.

سوزي الحاج

وفي الختام تحدثت سوزي الحاج، فقالت:

“إن لجنة “عدالة وسلام” التي أطلقت “يوم السلام للشرق”، نظّمت أيضً، بالتعاون الكامل مع “اللجنة اللاتينية في الأراضي المقدسة”، كتابة أيقونة “العائلة المقدسة للمشيئة الإلهية”(من كتابة الأب سمير روحانا)، وقد تم ترصيعها بذخيرة من كنيسة البشارة ، كما نظمت صلاة التساعيات الست، من أجل دعم “يوم السلام للشرق”، بالإضافة إلى شعار المناسبة. وهنا أتوجه بشكر خاص إلى السيدة نصره صايغ روحانا، وإلى جماعات الصلاة كافة.. كما نشكر كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية الداعمة، وعلى رأسها المركز الكاثوليكي للإعلام”.

تابعت “أما برنامج زيارة الأيقونة المباركة، فقد وضعته لجنة خاصة من “عدالة وسلام” برئاسة صاحب السيادة المطران شارل مراد. طبعا ستنطلق الأيقونة، بعد أن يباركها البطريرك اللاتيني في بازيليك الناصرة، من محطتها الأولى في لبنان، لتسافر في رحلة حج إلى سوريا ومصر والعراق والأردن لتعود والاراضي المقدسة، لتصل إلى روما، لتشارك في احتفال نهاية سنة القديس يوسف البتول”.

وختمت:”إن الشرق والعالم بحاجة ماسة إلى توبة الشعوب وإلى وداعة القلوب، فلنضع في يد الله كل تجربة وضيق لأنه كما قال بولس الرسول “يجعل مع التجربة مخرجًا لنستطيع احتمالها. وكما رفع يسوع عينيه نحو السماء، نرفع بدورنا عيوننا نحو السماء “من حيث يأتي عوننا”، فمعونتنا تأتي، وكما ينشد المزمور 121، “من عند الرب، صانع السماوات والأرض”. هكذا نرفع عيوننا إليك أيها الآب الأزلي، بهذه النظرة المجبولة بالإيمان والحب والرجاء!”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *