دِيكارت في مَعمَعَتِنا! 

مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

في مَقالَةٍ بِعُنوان: جُورج طَرابُلُسِي: أَيُّهُما أَصَحّ؟، لِلأَدِيبِ الدّكتُور جَمِيل الدّوَيهِي، نُشِرَت في مُدَوَّنَةِ «aleph-lam» لِلكاتِبِ الإِعلامِيِّ جُورج طرابُلسِي بِتارِيخِ 30/ 10/ 2021)، جاءَ ما يَلِي:

يسأل الأستاذ جورج طرابلسي: أيّهما أصحّ: أنا أفكّر إذن أنا موجود، أم أنا موجود إذن أنا أفكّر؟

انطلاقاً من مفهوم فلسفيّ طرحه الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت، وتداولته الأمم، وهو “أنا أفكّر إذن أنا موجود”، يبدو للوهلة الاولى أنّ الكلام صحيح، ولا يخضع للمناقشة. ولو تمعّنّا في العمق، نرى أنّه غير صحيح، لأنّ الموجودات لا تخضع لشرط “الفكر”.

كتبت على صفحة الأستاذ الكبير جورج طرابلسي: “أنا موجود ولو لم أكن أفكّر”. فالموجودات في نظري لا يحدّدها التفكير فقط، وليس الفكر وحده سبب الوجود. 

 

وأُعَقِّبُ على أَدِيبِنا الدّوَيهِي بِالآتِي:

دِيكارت يَقُول: «أَنا أُفَكِّرُ إِذْن أَنا مَوجُود». وهذا طَرْحٌ صائِبٌ لِأَنَّهُ عِندَما يَتَوَفَّرُ «التَّفكِير» لا يُمكِنُ أَن يَنجُمَ عَن «عَدَم وُجُود». (Tapentadol) فَيُصبِحُ الوُجُودُ، في هذه الحالَةِ، إِلزامِيًّا.

وَبَيِّنٌ أَنَّ دِيكارت، بِطَرحِهِ المَذكُورِ، لا يَقُول: «أَنا مَوجُود» إِذَن «أَنا أُفَكِّر». فَلا نَعكِسَنَّ القَولَ تَعَنُّتًا، ونُلزِمَنَّ فَيلَسُوفَنا بِطَرْحٍ هو مِنهُ بَراء.

ولا نَغفُلَنَّ عَن مُسَلَّمَةٍ في المَنطِقِ الرِّياضِيِّ تَنُصُّ على:

الطَّرْحُ الصَّائِبُ: [(أَنا أُفَكِّرُ) إِذَن (أَنا مَوجُود)]،

يُعطِي النَّتِيجَةَ البَدِيهِيَّة: [(أَنا غَيرُ مَوجُود) إِذَن (أَنا لا أُفَكِّر)]

ومِنهُما تَنتِجُ المُعادَلَةُ البَدِيهِيَّة:

[(أَنا أُفَكِّر) إِذَن (أَنا مَوجُود)] = [(أَنا غَيرُ مَوجُود) إِذَن (أَنا لا أُفَكِّر)]

وقَد يَكُونُ مُفِيدًا أَن نَزُجَّ بِلُغَةِ الرِّياضِيَّاتِ في مَعمَعَتِنا، ولَو قَلِيلًا، فَنُورِد:

P: proposition, q: proposition, ¬p: non p (opposé de p), ⇒: implique, ⇔: équivaut.

:on a alors la vérité d’évidence

أَقُولُ هذا، وأُبدِي تَقدِيرِي واحتِرامِي لِلكاتِبَينِ المُفَكِّرَينِ جُورج طَرابُلُسِي و د. جَمِيل الدّوَيهِي!