أسئلة حولَ الأنقياء والشياطين!

د. ربيعة أبي فاضل

 في الحلقة التي جمعت الإعلاميَّين، معاً، نيشان ومعلوف، عبر محطَّة “الجديد”، مساء 29-1-2020، حصلت عروض مدروسة، ومركَّبة، وهادفة، حول “رسالة وحياة”، والأَب لبكي. لا يَهمّني، هنا، المضمون لأَنّه شأن قضائيّ، لكنّ طريقة الأَداء، والتَّوصيل، كانت لافتة، وتطرح بضعة أسئلة:

 – مَنْ يُحرّض هذين الشابَّين على الكنيسة؟ ثمَّة مَن وجَّههما، ووزّع الأدوار عليهما، وضمّ إلى المشهد ذلك الصَّوت الحاقد الآخر الآتي من إيطاليا!؟

– لِم الانفعال الجارح الذي بدا مِن خلال أَعين الإعلاميَّين، وصوتيهما، وحركاتهما، وتحدِّياتهما، وتَهديداتهما، واستعانتهما بنصوص للبابا الحالي؟ أطَال الله عمر بندكتوس السَّادس عشر، خليفة توما الأكويني، والعقل الخلاّق والقلب الإلهيّ.

– لِمَ ظهورهما بمظهر النَّقيَّين، البريئَين، المُصلحيَن، وهما يُشيطنان الآخرين، ويَدينان متناسيين الخشبة في عَيني كلٍّ منهما. هل التخفّي وراء الأَطفال هو لتدمير روحيّة الكنيسة، وخصوصاً المارونيّة، وهو الهدف؟  إنّه قديم، ولا يتوقَّف على هذا الجيل الجاحد، المسيَّر، الفريّسي!

– لِمَ لَمْ يتركا المجال للمحامي السيّد عقل كي يُدافع عن وجهة نظره، وكي يُعبّر عن مدى الظّلم الذي لحق بالأَب لبكي، وعن تعدّي النّافذين، في الفاتيكان، على حقّه في الدِّفاع عن نفسه، وفي جبه عواصف الأشباح، والأشرار. لِمَ منعاه، معاً، من إتمام عبارته، والمعاني التي تُقنع السَّامع؟

–  لِمَ هذا الإصرار الإعلامي على إيقاظ الفتن، وتبنِّي المؤامرات الشّرسة على كنيسة المسيح… فَمن كان منكم بلا خطيئة فليّرجم، وإلاَّ ففي تُراث الأَرمن قديِّسون، ونحن نُجلّهم، ولا نُبالي بالهنات، وهكذا الكنائس الشرقيَّة كلّها تُعاني، لكنّها تحمل رسالة النّور، وتتحمّل الآلام في سبيلها، وليس من شيم الكرام التَّركيز في بعض البشاعات، وإهمال ما فيها من جمال وكمال، ونُسكٍ وطهر.

– على الدوَّلة أَن تُحصّن الثقافة والقيم، في البلاد، واَن تلجم هذه الأَصوات الفرّيسيّة، وأَن تحمي التّقاليد الروحَيّة، والتُّراث المسيحي والإسلامي، وتضع حدّاً لكلّ هذا التّمادي في التّشويه، تحت غطاء الدّفاع عن الأَطفال، والتّظاهر بالنقاء… ولا بُدّ من إسكات كلّ مَن يَدّعي الفروسيّة وهو من أَبناء الظّلمة، ومَن يعرف الحقّ يتحرَّر به، ومَن لا يعرفه يُقبل علينا بكلّ هذه المتاهات!