سجلوا عندكم

بحر الذكريات

Views: 762

د. جان توما

 

عندما تعيد ترميم ذاكرتك تستحضر البحر ليرتاح عند أبواب البيوت ومصطبات الحارات.

عندما تعيد ترميم ذاكرتك تخلع حذاءك، ترفع طرفي بنطالك، وتتمشى على الشاطىء  مستعيدًا طفولتك وشيطنتك.

لماذا كلّما خرج المرء إلى الماء يشعر أنّه خارج إلى داخله، ليخرج إلى أرض جديدة وسماء جديدة؟

لماذا ندور كالصبيان على الزوارق المستلقية على الرصيف البحريّ لنجمع أسماء الجميلات المدوّنة على مقدمات المراكب. ما أكثر الأسماء وما أقلّ الأحبابْ! 

ترتفع شباك الصيادين  حبلى بالرزق الوافر، كما ترتفع قصب الصيد في يد المنتظر زيتون البحر لمائدة الغداء أو للعشاء.

يكتشف البحّار سكون أعماق البحار  وجنون صفحة الماء. ما بال الزوارق تترنّح سكرى كلّما هبّ الهوا؟ وما بال الموج يلحّ على رمل الشاطىء ليرحل معه إلى خلف الأفق  كما سفر  السندباد إلى العوالم غير المكتشفة.

زياد غالب يزايد  ويغالب في صراع لون الأفق  وزبد البحر، ليعيد الوقت إلى وقته، ليعيد الأمس إلى اليوم لمستقبل مملّح بالذكرى والطيب.

***

(*) اللوحة للفنان زياد غالب

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *