المتاهة
خليل الخوري
مع بداية الأسبوع الجديد، وبعد أربعة أشهر (فقط أربعة أشهر «عدّاً ونقداً لا غير»)، يبقى المشهد اللبناني ضبابياً إلى أبعد الحدود، إذ لا تزال الأسئلة الكبرى مطروحة، وليس ثمة أجوبة، كافية شافية وافية، خصوصاً في الشأن المتعلق بالانتخابات النيابية العامّة، وكذلك في شأن الاستحقاق الرئاسي.
طبعاً، هذا يُترجِم، من أسفٍ، واقع ديموقراطيتنا المشوّهة، والتي زادها تشويهاً الأسلوب الذي يعتمده ممارسو العمل السياسي القائم على التباين الفاضح في تفسير الدستور باجتهاد كل طرفٍ بما يوصله إلى أهدافه وأمانيه، ليس فقط في تحقيق المكاسب حيث يتمكن منها، بل أيضاً في التلذّذ بِـ»تنجير الخوازيق» للآخر على قاعدة النكايات والأحقاد و»النطرة على الكوع»…
ومع أن الانتخابات النيابية باتت داهمة، فإن أحداً لا يملك أن يجزم بأنها ستُجرى في موعدها في منتصف شهر نوّار المقبل.
هذا من حيث المبدأ، أمّا في التفصيل فمَن يقدر أن يجزم ما إذا كان الرئيس سعد الحريري سيترشّح شخصياً، أو أنه سيكتفي بقيادة تيار المستقبل من دون أن يكون في الندوة البرلمانية، أو (في الأبعد مدى) ما إذا كان التيار الأزرق سيخوض المعركة بصورة حزبية، أو يخوض المنتمون إليه المعركة الانتخابية بالصفة الشخصية وليس الحزبية؟!.
وأيضاً، هل سيتوصل الشيخ سعد إلى خوض الانتخابات بالتحالف مع القوات اللبنانية، أو أن الفرقة بينه وبين الحكيم هي أبدية؟
وفي سياق موازٍ، هل أسفر اللقاء المطوّل الذي عُقد بين سماحة السيد حسن نصرالله والنائب جبران باسيل عن تمتين التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، أو أنه سيكون مجرّد «رفقة يوم أحد»، وبالقطعة؟ وإلى أي مدى يمكن أن يصل التفاهم بين الحزب والتيار البرتقالي في دعم الحليف باسيل واسترضائه بعد النكسات المتتالية التي تراكمت جرّاء التزام السيد نصرالله بموجبات الثنائية الشيعية على حساب تفاهم مار مخايل؟!.
حتى رئيس حكومة الانتخابات، الرئيس نجيب ميقاتي، سيخوض الانتخابات، أو سيكتفي بالإطلالة عليها من فوق، أي من شرفة السراي الكبير؟!.
أما السؤال المركزي: هل يريدون (فعلًا) الانتخابات؟!.
والجواب عن هذا السؤال يُشكّل مفتاح الحل لهذه المتاهة.