سجلوا عندكم

بلادي

Views: 182

د. محمد توفيق أبو علي

 

وطَفِقتُ أبحث عن بلادي

فسمعتُ في كَنَف الدّجى صوتًا ينادي:

“يا سامعينَ الصّوتَ… رُدّوا، رَحْمةً

فأنا الشّريدةُ يمتطي ظهري السّرابُ… يقودني من ليل نورٍ نحو ضوءٍ قاتمٍ، يُغْوي الفَراش…يُميتُهُ كُرْمَى لِصَبْوات السّوادِ”

***

ضجّ المَدى

صَمَتَ الصَّدى

فصرختُ مِنْ وجعي: بلادي!

آهٍ بلادي!

فارْتَجَّ رَجْعٌ أيقظَ الأمواتَ؛ فانتشروا سِراعًا من رمادٍ، نحو أحلام نأتْ

وانْسلَّ مِنْ شَرَر الجِمارِ لهيبُ حُلْمٍ، صادحًا:

لبنانُ حِبرٌ لِلخلودِ، وحَرْفُهُ

أيصحّ أن يبقى الخلودُ بلا مِدادِ؟

لبنانُ سرٌّ للوجود، ومهْدُهُ

وهْوَ المناغاةُ التي تَهْيامُها يَهْمي

ليكتب للجمال فصولَهُ

أيجوز أن تُفْشى السِّرارُ مَهانةً؟

أيصحّ أن يبقى الوجود بلا مِهادِ؟

أيليقُأن يبقى الجمال شريدَ وهْمٍ في البوادي؟

لبنانُ عنقاءُ الزّمانِ، وجمرُهُ

أبدًا يظلُّ مُكابدًا تحت الرّمادِ

 

(https://vulcanpost.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *