سجلوا عندكم

العنوان الخطأ

Views: 788

خليل الخوري  

بدايةً يهمني جدّاً ألّا يُفهم هذا الكلام على عكس المراد منه. وموضوعه محاولة اقتحام منزل وزير العدل القاضي الرئيس هنري خوري وترويع أولاده الذين لم يكن معهم الوالدان، في محاولة لا نريد أن نأخذها على محملٍ سياسي، بل نرى إليها على أنها فورة غضب من أهالي وذوي ضحايا جريمة تفجير المرفأ. وفي تقديرنا أن الذين قاموا بالهجوم، الذي نستنكره بشدة، إنما يجهلون هذا القاضي النزيه الذي لم يُعرف عنه إلا أنه يشهد للحق والحقيقة، ولو في حضرة حاكم جائر، فكم بالحري أمام هول الانفجار الهائل الذي لم يدمّر المرفأ التاريخي للؤلؤة البحر الأبيض المتوسط وحسب، بل أصاب اللبنانيين جميعهم في أعز ما يملكون، عنيت قوافل الشهداء الذين سقطوا ضحايا لا ذنب لهم، ولا جريرة عليهم سوى أنهم، وبالذات شهداء الإطفاء، كانو يقومون بالواجب المقدس.

أما أي محاولة للبحث عن أكباش محرقة، وتحديداً عند الرئيس هنري خوري فهو خطأ غير مقبول بأي حال من الأحوال، وليس له أي مبرّر على الإطلاق.

أولًا لأن هذا الوزير الذي تسنّم أرفع المواقع في السلطة القضائية مشهود له بالنزاهة في أرقى درجاتها، وبالشفافية في أصدق وجوهها وبالعدالة في أسمى معانيها.

الرئيس هنري لا ينتمي إلى أي حزب أو فريق او جهة… فقط هو ينتمي إلى «حزب» لبنان، واستطراداً إلى الريادة في القضاء…

هكذا كان منذ خطواته الأولى في قصور العدل إلى ختام مسيرته رئيساً لمجلس شورى الدولة، عفيفاً، أبيض القلب والكفّ، مرتاح الضمير…

إنني إذ أعتذر من هنري خوري (والاسم فوق المناصب والمواقع والألقاب) لأنني أُحرِج تواضعه بهذا الكلام، أود أن أهمس في اذان ذوي الضحايا-الشهداء ألّا يسمحوا لأحد أن يشوّه قضيتهم المقدّسة أو أن يسيسها. فالدماء الغالية الطهور تستصرخ عدالةً… وهذا مسارٌ يبدأ بأن يُصدر المحقق العدلي طارق البيطار القرار الاتهامي ليُبنى على الشيء مقتضاه… وما مات حق وراءه مُطالِبٌ.

وكان الله في عون الذين خسروا أحباءهم فأصابتهم جريمة تفجير المرفأ بجروح عميقة في قلوبهم هيهات أن تندمل… والرحمة للأرواح الطاهرة، وعدالة الأرض والسماء قصاصاً للمجرمين.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *