ليست مصادفة

Views: 56

خليل الخوري

أن تتفجّر القضايا المطلبية دفعة واحدة في وجه العهد والحكومة لا يمكن أن يكون مجرّد  مصادفة. فقد يكون مفهوماً أنْ تتدافع القضايا فتبلغ ذورتها في ظل الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية العاصفة بالبلد، ولكن غير المفهوم، في تقديرنا، أن يتزامن الحراك في ما يبدو، ظاهرياً، أنّها  حال عفوية… بينما هي، واقعاً في مكان آخر.

لا بدّ من الإقرار بأنّ الوضع الضاغط معيشياً يدفع الى  اعتراضات وحراكات. ولكن غير المفهوم أن تأتي التطورات متلازمة التوقيت. (brandxhuaraches.com)

ولقد يكون  مطلوباً الكثير من حسن النية، كي لا نقول الكثير من السذاجة، كي نصدق أن ذلك كله من باب «المصادفة التي هي خير من الميعاد. فالمصادفات قد تحدث مرّة واثنتين وثلاثاً، ولكنها لا تحدث كلّ مرة وكل حين.

وثمة ملاحظات نسوقها كما ترد في الخاطر:

١- لا شك في أنّ اللبنانيين بنوا آمالاً عريضة على عهد الرئيس العماد ميشال عون. وكان في قرارة الكثيرين منهم أن الرجل الآتي من سنوات النضال الطويل، يملك  ما يشبه  العصا السحرية، ليقول: كن، فيكون. بينما الواقع مختلف كلياً.

فالقدرات محدودة والإمكانات كذلك، والتراث الكبير من الثغرات لا يمكن محوه بقلب صفحة واحدة.

٢- واضح أنّ الرئيس سعد الحريري نال ثقة نيابية قياسية في جلسة الثقة تأييداً للحكومة. إلاّ أنّ الذين منحوا الثقة كانت خلفياتهم متناقضة. وثبت أن في من يحرّض على الحكومة،  و»يهيج» على السلبي، الكثيرون من الذين يمكن القول إنهم من عظام الرقبة. وبالتالي لا يريد هؤلاء أن يعترفوا للحريري بما يقوم به من نشاط استثنائي يُعترف له به، وهو الذي يربط الاجتماعات باللقاءات حتى إذا ما أنهى اجتماعاً ترأس ثانياً واستعد لثالث. إلاّ أنّ الواقع يقتضي (أيضاً)  الاعتراف بأنّ لا عصا سحرية.

٣- إذا نظرنا الى مكونات الحكومة  (التي هي تقريباً مكونات المجلس النيابي ذاتها) لتساءلنا عمن يحرك الإضرابات والتظاهرات والتلويح بالعصيان المدني.   ولكن يبدو أنّ هناك قراراً (لا يستأثر به طرف واحد من أطراف الحكومة) بالتنعم بألقاب المعالي ومباهجها والمزايدة في الشارع أيضاً.

٤- (واستطراداً) اذا كانت الحكومة التي تضم التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وحزب الله والقوات اللبنانية، وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي (…) وهي الى ذلك عاجزة عن ضبط الشارع فهذا يعني أحد أمرين لا ثالث لهما:

أ- إما أن أطرافاً من هذه القوى الكبيرة عاجزة عن ضبط الشارع…

ب – وإما هذه الأطراف متواطئة.

والاحتمالان لا يشرفان!

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *