سجلوا عندكم

على هامش ورشة “مركز تموز” حول “التنوّع والتعدّديّة”… هديّتان من فلسطين:”كمين غسّان كنفاني” و”زعتر” بيت لحم!

Views: 476

د.مصطفى الحلوة

 

ورشة العمل حول “التنوّع والتعدّدية: إثراء للمواطنة أم مصدر للأزمات؟”، التي نظّمها “مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنيّة”(جبيل- 6 و 7تموز 2022)، بالتعاون مع “الجمعية العربية لعلم الاجتماع”، إتّسمت، لجهة الباحثين المنتدين، بحضور عربي متميّز، إلى حضور لباحثين مرموقين في الجامعة اللبنانية وجامعة البلمند. مع التنويه بدور “الوسيط”، في هذه الشراكة بين هذين المنتدَيَين المعرفيّين، الباحثة المجدّة في علم الاجتماع د.دوللي صرّاف، مسؤولة الأنشطة في “الجمعية” ومنسّقة أعمال الورشة.

من الفوائد، التي جنينا من هذه الورشة، التعرّف من قرب، حضوريًّا وعبر تقنية zoom، إلى باحثين عرب أعلام،  ذوي ثقافة موسوعية، تجاوزوا دائرة مجتمعاتهم وبلدانهم إلى الدائرة العالمية. ولقد أصّل هؤلاء الباحثون فكرًا عربيًّا مُطِلًّا على الفكر الغربي، وسلكوا بعيدًا في طريق الحداثة وما بعدها.

لقد تعرّفنا على البروفسور التونسي الطاهر لبيب، أحد كبار علماء الاجتماع العرب راهنًا، ومؤسّس “الجمعية العربية لعلم الاجتماع”، في العام 1985، وأول أمين عام لها. كما تعرّفنا على تلميذه السوسيولوجي والأديب الفلسطيني د.محمد نعيم فرحات، الأمين العام الحالي للجمعية. وكان أن تعرّفنا، من بعد، على المفكر الاسلامي الجزاىري- الفرنسي د.غالب بن شيخ، والمفكر الجزاىري- أيضًا د.الجيلالي المستاري، والباحث المصري د.سعيد المصري.

د.حلوة مع د.دوللي صرّاف ود.محمد نعيم فرحات أمين عام “الجمعية العربية لعلم الاجتماع”

 

هكذا يُمكن القول أنّنا كنا بإزاء ورشة لبنانية/عربية، ولربما دوليّة، من منطلق الدور الذي يؤدّيه غالب بن شيخ، بما يخصّ أزمة الجاليات العربية والاسلامية في فرنسا، حيث إقامته وحيث إطلالاته الإعلامية الدائمة، من خلال الإعلام الفرنسي، بوسائطه المختلفة.

بيد أن ما أسعدنا-شخصيًّـا- الصداقة التي عقدناها مع البروفسور الطاهر لبيب، شديد التواضع والمجلس المُحبّب، ومع الأمين العام د.محمد نعيم فرحات. فقد شرُفت بإهدائهما مجموعة من مؤلفاتي الموسوعية، إضافة إلى الكتاب، الذي أصدره “مركز تموز”، بعنوان “أوراق تموز”،من إعدادي، وهو يضم 22 وثيقة مرجعيّة، حول 22 ورشة تفكير ونقاش، نفّذها المركز، منذ انطلاقته وحتى نهاية العام الماضي. كما أهديتُ مجموعة (8 أعداد) من مجلة “منارات ثقافية” المحكّمة، الصادرة عن جروس برس-ناشرون(متوقفة مؤقّتًا بسبب تدهور قيمة العملة الوطنية)،التي أشكّل أحد مُديرَي تحريرها.

ولقد سعِدتُ كثيرًا، إذْ أهداني د.فرحات مؤلَّفه، الصادر حديثًا، بعنوان:” كمين غسان كنفاني/كيف تعقّب النصُّ تاريخَه وأدركه”.وتثمينًا لهذا المؤلَّف، كما للمؤلِّف، يذهب الناقد الفلسطيني د.فيصل درّاج، في تقديمه الكتاب، إلى القول:”..إرتقى بنفسه ليُشكّل جملة وافيةً، إلى حدٍ بعيد، رسمت قولها في مشهد فلسطيني صعب ومعقّد، تاخَمَ الآمال الكبيرة، لكنّه زاملَ خيبات أقامت في صُلبه، على نحو وافر، تحالفت مع أخرى، كَمَنَت في مشاركاته المركّبة”.ولم يكتفِ د.فرحات بهذه الهدية/الدراسة، التي تأبّطها، من مسقطه، مدينة بيت لحم، مهد السيّد المسيح وحيث كنيسة القيامة، والتي تستعرض من منظور سوسيولوجي وأدبي واحدًا من كبار المناضلين الفلسطينيين، هاب العدو الصهيوني قلمه الأشدّ خطرًا من البندقية فاغتالوه، وله من العمر ستة وثلاثون ربيعًا! فقد حمل إليَّ كيسًا من الزعتر ، من إنتاج بيت لحم ! كأنّنا به يُريد أن يزوّدنا بعبق نفّاذ من أريج فلسطين، من زعترها، وما ادراك ما فِعلُ الزعتر، وقد خبرناه، منذ عهد الطفولة، ولا زلنا على عهده مُقيمين!..شكرًا لكِ، العزيزة د دوللي، إذْ شكّلتِ همزة وصلٍ فكريّ عربيّ بين لبنان وفلسطين وتونس والجزائر ومصر وفرنسا، وكان أن عرّفتِنا على كوكبة من المفكرين العرب، إلى كوكبة من أساتذة أعلام لبنانيين، نعرفهم حقّ المعرفة، كان لهم حضورهم في هذه الورشة، من الأصدقاء العمداء كميل حبيب ويوسف كفروني ومارلين حيدر، والمدير الصديق عاطف عطيّة، والمديرة هويدا الترك، والباحثة المرموقة مها كيّال، إلى الدكاترة: الياس الحلبي، وخليل خيرالله، وعلي الموسوي، وكلود مرجي.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *