سجلوا عندكم

لولا الجيش

Views: 164

خليل الخوري 

لا يمكن ان يمر عيد الجيش من دون توجيه التحية الى هذه المؤسسة الوطنية الكبرى التي لا تزال ، وحدها ، الجامع المشترك بين اللبنانيين جميعا، ليس فقط من خلال انضواء الاسر اللبنانية كافة في صفوفها ، قيادةً وضباطا وصفوف ضباط ورتباءَ وعناصر… بل كذلك بفضل دورها على مختلف المجالات لاسيما على الصعيد الأمني .

قُدِّرَ لي في الحقبة الدقيقة التي أعقبت الحرب ، في مطلع تسعينات القرن العشرين الماضي، أن اكون قريبا من جيشنا عبر المسؤولية التي أُسندت اليّ في احدى أكثر المراحل الوطنية دقةً وصعوبة وحراجة . وفي وقت كان الجيش يعاني شرذمة وانقساما جراء حرب السنتين والحروب التي فرّخت على هامشها طوال خمس عشرة سنة ، اتُّخِذَ قرار اعادة توحيد الجيش بالرغم من ان سفراء دول غربية ، أميركية واوروبية ، حذّروا من ان القرار «متهور»، ويجب التريث. الا ان القائد العماد اميل لحود، وبتوافق تام مع وزير الدفاع الوطني المرحوم ميشال المر، أصر على ضرورة تنفيذ قرار «دمج الألوية» الذي تم بسلاسة وتجاوب شبه مطلق …

لقد لمست أمرين متلازمين هما : لا حياة للبنان من دون جيش، وليس في لبنان مؤسسة رسمية واحدة تكاد ان تكون فوق الشبهات الا الجيش . ولنستعرض المحطات العصيبة التي اجتازها هذا الوطن في العقود الاربعة الأخيرة (نهر البارد، أحداث الضنية، احمد الاسير، حرب الجرود في مواجهة الارهاب، الأمن في الداخل الخ…) فهل كان بقي شيء من الكيان اللبناني لولا الجيش ؟!.

وابسط من هذا بكثير : هل كان في قدرة الدولة العليّة ان تجري الانتخابات النيابية العامة الأخيرة ، لولا الجيش ؟!.

ولم يحدث ذلك كله بالمصادفة أو بسهولة … انما بأعلى الأثمان وأغلاها: بدماء شهداء الجيش الأبرار الذين نذروا انفسهم لأعظم التضحيات، فقدموا المُهَج والارواح على مذبح الوطن .

لقد بيّنت لي التجربة الشخصية أن جيشنا  اللبناني كان ولاؤه، دائما وأبدا، لوطنه لبنان … ويكابر من لا يذكر بعض الأخطاء هنا او هناك، ولكنها لم تخرح عن سياق الايمان بلبنان وطنا نهائيا لابنائه جميعهم …

وفي هذه الحقبة المصيرية من حظ لبنان ان على رأس هذا الجيش العماد جوزاف عون القائد المشبَع بالوطنية والصلابة والاحتراف العسكري ، والأمين على التضحية والشرف والوفاء.

ويا جيشنا «الى الأمام سر» مرفوع الرأس  بالكرامة والعنفوان،  عامر الصدر بالمحبة منك لشعبك ومنه اليك. والمجد والخلود لشهدائك الابطال الميامين .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *