توقف الزمان
وفيق غريزي
في عهد البغاء ضاع الوطن
وانتشر الفقر .. والجوع .. والضجر
ضاق الخناق على الانفاس
تمزقّت في قيثارتي الاوتار
توقف الزمان
لا يعقب ليلنا نهار
لا تتنفس حياتنا الانوار
صمت المقابر يخيم على الاديار
اصرخ .. استغيث
تبتلع صوتي السكينة
ينشر المساء غبار النهار .
***
حبيبتي لعينيك في قلبي اشتياق
في شراييني دم يشدّه إليك الحنين
آه ، لو تأتين من عالم البقاء
من خلال الثلج المنحدر من رحم السماء
من خلال الضباب واشعة الاقمار .
تتثاءب الظلمات
يرشح من كوى القبر الكئيب
نسغ الحياة من جسد طعين
بالشحوب يصبغ الأرض الخصيب
عيناك حين تبتسمان
ترقص الانوار في حقل البهاء
كأنها اقمار
تستيقظ في اعماقي رعشة خرساء
وشهوة وحشية فحيحها
يدق ابواب الفضاء
اصداء تتردد في الغابات
تحمل في ثناياها برودة الموت
رائحة المقابر وعفن الايام
***
شعري صراخ الكادحين
ليس شهقات الغواني
توحيه البطون الخاوية
المعلّقة في عنق الزمان
صوت تفجّر في ضلوع ذاتي والكيان
كالمد يصعد كالغيوم
بين هزيمة وانتصار
تهدمت الجدران
من يمسح عن سمائنا الاحزان
في كل قطرة ماء
تمطرها السماء
نقية أو عكرة من رحم الازهار
كل دمعة من الاطفال العراة
كل قطرة دم تراق
من بكارات النساء
هي وشم على اعتاب فجر جديد
او ثدي يدر النسغ في ثغر الوليد
في الزمن الآتي
قد تزهر الحياة .
***
ها هم الطغاة
يورقون الليل
على اعتابهم ينتحر النهار
يصلبون الفقراء على حجارة الاسوار
غدا…
اذ لم نعفر جباه المجرمين
تحت اقدام الحفاة
سترشقنا الاجيال الآتية
بالشتائم واللعنات
ثرواتنا نهبتها حيتان السياسة
وغربان الصفقات….