طرابلس*

Views: 733

سلمان زين الدين

 

طرابُلُسُ الأميرةُ عانقيني

أتيتُ اليومَ يَسبِقُني حنيني

 

إلى أرضٍ تُغالبُها سمـــاءٌ

على غزوِ البصائرِ والعيونِ

 

إلى بحرٍ يُكابدُ في هواها

ويَخطِبُ ودَّها في كلِّ حينِ

 

إلى برٍّ يُروِّضُ كلَّ غَمْرٍ

ويَمخُرُ كلَّ عاتيةٍ حَرونِ

 

ويَحمِلُني الحنينُ الى جِنانٍ

وأزمنةٍ غدَتْ عرسَ السِّنينِ

 

 

أرى التاريخَ حيًّــا عنْ يَساري

أرى الفردوسَ بَدْعًا عن يَميني

 

فَيُدهِشُني التقدّمُ في عُلومٍ

وَتَفتِنُني البَراعةُ في الفُنونِ

 

وَتَسحُرُني النُّعومةُ في الحواشي

وَتُسكِرُني المتانــــةُ في المُتـــونِ

 

عروسَ البحرِ كمْ شاخَتْ قرونٌ

وَكمْ شــابَتْ ذوائبُ للحُصــونِ

 

وَأنتِ أميــــرةٌ تَختــالُ دلاًّ

وَتَسحَبُ ذيلَها فوقَ القرونِ

 

تُعطِّرُ أُمسياتُـــكِ كلَّ آنٍ

وَتَشغَلُ مَكرُماتُكِ كلَّ أينِ

 

وَتَخلُبُ معجزاتُــكِ كلَّ لبٍّ

وَتُدهِشُ مُنْجَزاتُكِ كلَّ عينِ

 

 إليكِ رفعْتُ أوراقَ اعتمادي

سفيــرًا للصداقــةِ فاقبلينــي

 

وجئْتُ اليكِ من فجٍّ عميقٍ

يُتعتِعُني الهُيــــامُ فَقبِّليني

(الاثنين، في 13 / 2 / 2017)

***

 

(*) أُلقيَتْ في أمسية شعرية، في طرابلس، في 24 / 2 / 2017، بدعوة من رئيسة الهيئة الوطنية للأونسكو، في حينه، الدكتورة زهيدة درويش جبور، ونُعيد نشرها اليوم تحيّةً إلى “عروس الثورة”، طرابلس.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *