لمَ لا أُجنْ؟!
حليم رزوق
بعضي يجنّْ
يأخذني خارج محدودية المكانْ
الى لا محدودية الزمانْ
وبعضي يشدُّ بي
الى ال هنا
والى الان
فلمَ لا اجنْ؟
***
في الجنون شيءٌ من الخلقِ
ومن الخالقْ
فلو لم يجنْ
لم يكن هذا العالم
هذا الكونُ الغريبْ
الذي يسكنه الجنونْ
***
يفتحُ لي الجنونُ كُوةً
ويغلقُ العقلُ كوةْ
وبين الكوتين
اراني معلقاً
على لوحٍ من ريحٍ
ومن غمامْ
والشمسُ ترتاحُ على شرفتي
***
كفةُ العقلِ
تبقى راجحةً عندي
على كفةِ الجنونْ
هكذا انا مذ جئتُ الى هذه الدنيا
ولكن مع هذا ، ثمة سويعاتْ
تنقلبُ فيها الموازينْ
تختلُ كفةُ العقلِ
ويدهمني الجنونُ كصاعقةٍ خفيةٍ صامتةْ
ويُخلقُ كونٌ جديدْ
مهمتي ان اتلقفهُ وانشرهُ
فيخرجُ كأنما هو جنيْ
او كائنٌ فضائي
يدبُّ على الورقْ
او على صفحاتِ الاثيرْ
***
*الصورة الرئيسية لوحة للفنان العراقي هادي نفل
