سجلوا عندكم

عَبرْتُ شوكَكِ حافياً

Views: 422

نعيم علي ميّا 

 

 

هَاتي نُعاسَكِ ..

بَعْثريهِ بينَ جَفنيَّ 

اسْكُبيه ريثما أَصحو 

سأَفرشُ مَا قَدرْتُ من الحنين لتمْرَحي

إنّي خذلْتُكِ مُذْ عرفْتُكِ

فامْنَحيني جُرأةَ الغِفْرانِ 

عُمْري … عَمَّدتْهُ الشَّائكاتُ

تكسَّرتْ أيـَّامُهُ

ضاعَتْ في مَسارب ليلكِ رَاهباً

يدعو ” لمريمَ ” أَنْ تَمدَّ صلاتَها

كي يَستطيلَ النُّورُ في مُقَلٍ تَيبّسَ ضَوْءُها

وتَماوجتْ حزناً غشاوتُها

وإنّي احتجتُ عكّازي

لِيومضَ خطوتي

واحتجتُ صوتَكِ

كي أُسافرَ في طريقي

حاملاً قلبي على كفّيّ

ويأساً كلَّلتْهُ الموجِعاتُ

وأَنتِ تنفجرينَ في صبحي

فأَخرجُ من ظلالكِ

ناشِراً روحي

ترفرفُ كالقطاراتِ الّتي 

تمشي على الدَّرب الطَّويلِ

هي الّليالي ماطراتٌ في غدي

والبحرُ ينشرُ صوتَهُ

فينامُ في قلبي الّلهيبْ

هاتي حنانَكِ

أَمْطِري صدري بغيْمةِ عطركِ واسْكُبيهِ

ولا تضنّي بالعتابِ

تُخبئينهُ في اشتعالِ الوجْدِ

يحرقُ لهفتي ..

إنّي أنا المفتونُ في عينيكِ

أَطْبعُ فوقَ خاصرةِ العشايا 

قُبْلةَ العُشّاقِ ترحلُ

في أَراجيح القمرْ 

** 

وَلَكَمْ سألتُ البحرَ عن سفنِ الرّجوعِ 

ورحتُ من شوقي

أُخاصمُ شاطئاً

فرَّتْ حَصاهُ من عتابي

فاستعذْتُ بآية ” الكرسي” مِنْ وَلَهي 

** 

تَمادى بي حنيني 

صارَ جرحي مِلْءَ أيـّامي

وأيـّامي دمٌ يمشي وأتبعُهُ

فَيُسْلمني الهجيرُ إلى الهجيرِ

أَمدُّ ليلي في انكسارِ قصيدتي

وقُبَيْلَ أَنْ أَغفو 

سأغزلُ من قوافيها 

مناديلَ الّلقاءِ

أنا المتيَّمُ في هواكِ

عبرتُ شوكَكِ حافياً

ونسلتُ من كعبيهما إبراً

تُقلْقلُ مَضْجعي 

فلـْتُخرجيني من طَنينِ دَمي

سأَقفزُ من جَفاكِ إلى الرّحيل

**

وغداً ..

إِذا ما جئْتني 

تتأرجحينَ كما الضّياءُ

سيزدهي لَهفي إليكِ 

وينتشي هذا الّلقاءْ

** *

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *