المقاومة باللغة العربية

Views: 747

 رشـا بركــات

 “ثــور واشعــل التنــور ثــور”… رحمك الله يا شاعر الحرية والثورة، القدير الوطني من بيداء حمص، عمر الفرا.

حكايتي عن الثورة؟ ربما…لكن، بلون آخر.

قرأت مقالاً عنى لي كثيراً، للباحث إبن موطني فلسطين ومدينتي يافا حيث يقيم فيها أيضاً، رامي صايغ، وهو مدرس تاريخ ومدنيات في إحدى مدارس يافا، بعنوان “هويتنا العربية إلى أين؟”.

بدأ الباحث رامي صايغ مقاله بألم يمكننا أن نلمسه وبصرخة واضحة. فقال: “كوني عربياً يعيش في هذه البلاد المشرذمة والمغتصبة، يجعلني أتخوف على العديد من الأمور الهامة والمصيرية التي تخصنا كعرب فلسطينيين في الدولة العبرية. ومن أهم هذه الأمور التي لا بد أن أشدد عليها هي الهوية العربية بكل مشتقاتها كاللغة والحضارة والتراث والثقافة العريقة”.

نعم يا رامي، فأنا أشد على يدك في هذا. أنا في الشتات العربي وأخاف على لغتنا العربية أيضاً…وبالطبع، أخاف عليها أكثر في فلسطين المحتلة التي تواجه المحو لكل ما فيها وأهمها اللغة والتراث والهوية العربية والفلسطينية بكل مضامينها.

يضيف الباحث رامي، “البلديات”، ويشدد على ما يلي: “جميع هذه المركبات ليست في خطر فحسب، إنما على وشك الإضمحلال، لا سيما في بلداتنا المختلطة وأتطرق هنا بشكل خاص إلى يافا الحبيبة التي تسكنها الأقلية العربية الفلسطينية ومستمرة بالعيش رغم الصعوبات.”

يكمل مقاله بتقديم حل للمشكلة، التوعية للأجيال من الصغير الى الكبير، لمكافحة الجهل باللغة العربية وكذلك اتباع آليات فمثلاً استعمال اللغة العربية في التواصل الاجتماعي ووضع لاصقات بالعربية للوحة مفاتيح الحاسوب والمطالعة المتنوعة باللغة العربية.

فبرأيي، أن رامي وكل رامي في بلادنا وخاصة في فلسطين المحتلة ومدننا التي أعطوها رقماً وللأسف، ال 48، يقدموا لنا نوعاً جديداً وبنَاء في العمل المقاوم للإبادة أو حتى في روحية البقاء.

بتقديري إن هذا الأمر ليس نوعاً من أنواع المقاومة فقط، بل هو “نوعية” في الشق المقاوم وإن اللَبيب من الإشارة يفهم.

أما ما لدي من إضافة في هذا، فهو أهمية تدقيقنا الإصطلاحي. أي الدقة والفطنة معاً باختيار واستعمال مصطلحاتنا. فأنا شخصياً، لطالما ناديت بعدم قول “عرب” فقط عن الفلسطينيين إن كان في إعلام أو مقالات أو نصوص. بل إضافة صفة وهوية الشعب الفلسطيني مترافقة مع مصطلح عرب. إن الفلسطيني عربي حكماً ولكنه أيضا له هوية، له وطن ينتسب له. فلسطين التي يريد العدو محوها من كل اصطلاح وكل قاموس وكل صياغة نصية أياً كان نوعها وكل وجود…

نحن فلسطينيون نسبة لفلسطين وعرباً بشكل تلقائي. فعملية اختراق العدو لنا ليست فقط بسرقة أرض ومياه ونفط إنما سرقة تراث بأكمله واختراق وغزو ثقافي خطير جداً.

إن كنت تريد أن تضعف شعباً، فسيطر عليه. كيف؟ شتته ثقافياً واجتماعياً واخلق له أعداء أينما كان وتواجد. وهذا بالظبط ما حصل ولا زال يحصل معنا نحن أهل فلسطين المغتصبة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب إضافة إلى كل بلاد الشتات. 

من هنا، فإذا شكّلنا قوة دفاعية منيعة تحاصر الغزو وتربكه وخاصة الغزو الثقافي نكون قد بدأنا بأول درجة من درجات الوعي المقاوم والمتقدم.

إن المقاومة باللغة العربية وأهمية الإلتفات للإصطلاح ومتابعة كل ما يحضره ويعدّه العدو لنا من إحباطات، سيقوّي من شأننا على عدة صعد منها الاجتماعي ومنها السياسي وسيبني لنا جيلاً جديداً أفضل من ذي قبل.

أخيراً وليس آخراً، فلسطين عربية وستبقى رغماً عن أنوف أكبر رجالات الإحتلال. الأمر يحتاج منا لعمل مثابر فقط وروح جماعية ولا ننسى أن نيرون مات ولم تمت روما….

 

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. كل الإحترام لعملكم على المحافظة على هويتنا الفلسطينية العربية ، رامي الصايغ نموذج للشباب اليافي الذي نفخر بهم وبوطنيتهم .