“ذبذبة الذبابة على حافة النافذة” لسهى نعيمه أو حوار عناصر الوجود
سليمان بختي
“ذبذبة الذبابة على حافة النافذة” هو كتاب مختلف (لسهى نعيمه حداد، أستاذة الادب الإنكليزي في جامعة هايكازيان) وحفيدة الكبير ميخائيل نعيمه (1889-1988) ذلك أنه يحمل في سطوره ما هو أبعد من تشارك الأفكار والحنين مع الجد والذاكرة والعالم والآخرين. بل لعلها تستمد من هذه العلاقة بعدها الجمالي الإنساني وبعدها الوجودي التأملي وبعدها التأليفي والابداعي.
ويضم الكتاب قصة قصيرة بعنوان “محيطات الصحارى” كتبت في العام 1998 وظلت على هواها 24 عاما قبل أن تتجلى في الكتاب.
ومسرحية “ذبذبة الذبابة على حافة النافذة” وهي من فصل واحد واهم شهرة من مشهد من القصة القصيرة “محيطات الصحارى”.
وثمة مسرحية ” الرحم” من فصل واحد ومترجمة من كتاب “ابو بطة” لميخائيل نعيمه وهي أصلا بعنوان “الورقة الأخيرة”.
بطلة قصة “محيطات الصحارى” هي صبية في مقتبل العمر تقوم برحلة في الباص في صحراء الأردن. وهناك يتفاعل الخيال مع الواقع ومع الذاكرة في نسيج واحد يقود الى أسئلة وجودية وتأملية وفلسفية. وفي هذا المسار تكتشف الكاتبة ان نقطة البداية هي نقطة النهاية وهكذا تكتمل دائرة الوجود في دورانها المستمر بين البداية والنهاية. وعلى طريقة لافوزييه “لا شيء يولد لا شيء يموت ولكن كل شيء يتجدد”.
اما مسرحية “ذبذبة الذبابة على حافة النافذة” فهي امتداد لمشهد الذبابة العالقة في الزجاج وفي اسر الوجود نفسه. وهي تسعى ابدا للخروج من ربقة الاسر وعبثا تحاول جاهدة ولكن بلا امل. تعكس المسرحية الصراع الذي لا ينتهي بين الوهم والحقيقة،وبين الواقع والخيال وصعوبة التمييز في الحياة بين ما هو حقيقة وما هو وهم.
تحمل كتابة سهى نعيمه غنائية وجودية طامحة الى افق فلسفي حيث الوجود والحب والموت. وحيث التأملات في مجرى الوعي تفصح عن نفسها في المشاهد والفقرات والكلمات.
تتقن سهى نعيمه توظيف المشهد والمجاز للتعبير عن اعماق تتحرك ببطء نحو مصائرها.
هنا فعل الكتابة يحفز الإلهام للمضي نحو آفاق جديدة.
يحفز الراوي لأن يروي كأنه داخل الصورة وخارجها في آن. ومع ذلك تجري تناقضات الحب والموت في مرونة الأرجوحة، في علوها وهبوطها وفي كل مرة يقفز القلب او يكاد.
كتاب سهى نعيمه ” ذبذبة الذبابة على حافة النافذة” تجربة جديدة لرؤية تخيل عناصر الوجود الى حوار وغناء وكلمات والى معنى مختلف للذات.
الكتاب هو بالانكليزية في 156 صفحة عن دار نلسن، ومهدى الى ميخائيل نعيمه وروحه التي ستبقى تتسع في حياة الكتابة والى والدتها مي نعيمه.