إلى أين تقودني الطريق؟
وفيق غريزي
اسير على طريق تحلم بالمصير
يقودني الى غايتي كائن ضرير
الى أين تقودني الطريق؟
المساء حط رحاله على العشب النضير
دروبي يكسوها الشقاء والوهن
القتامة، وتثقلها المحن
اشواك العاطفة تنغرس في قلبي
اسطر آياتي في دفاتري
وفي كتبي…
حلمت..
يا للرؤى المباركة
ليس الله في قلبي
بل انا في قلب الاله .
***
ايها المسافر العجوز
ازهرت في قلبك السنون
لِمَ لم تقطف ورود البريق؟
قلبك القاسي كئيب
يعبق بدخان الحريق
لن تدخل جنّة الاحلام
لن تعرف سوى الأوهام
على الانسان المثالي
أن لا يطأ ارضه بالأقدام .
***
سألني الفجر المضيء:
هل مات الشاعر وانطفأ فيه البريق؟
أم رحل عبر الحريق؟
– قال لنا كلمته الأخيرة:
اجعلوا الأمل هدفًا عريق .
ارعدي يا سماء
النور المقدس قد غاب
برقة الحواس ضيّعت ايامي
ريح صفراء.. القمر يبدد احلامي
ليلة الرسل والانبياء، برد
كل نواقيس الأرض تقرع للاموات
وللأحياء تثلث الدقّات .
***
هل رحيمة هي السماء؟
اشواكها تنمو في الاحشاء
زرقة تشع في الأعماق
قد تصل الى رؤيا الخيال
تطوف فوق القباب العتاق
اريد أن توقظ في داخلي الانسان
اقتل غريزة الضباع والحيتان
اريد أن يكون لي قلب وذراعان
لتشيد الصروح والبنيان .
***
الظل امرأة
تفتح نوافذها تطل على الأكوان
عارية تحت النجوم
خفية عن الانسان
الليل يمضي وحش مفترس
جسد ممتلئ بالفجيعة والرعب
يتفجر كالبركان
الفجر يأتي فتيا
يلتمس الحب والتحنان
هناك في السر وفي الخفاء
تلتقي البدايات مع النهايات
على حقل نور وظلال
اسماء مكتوبة على حجارة الجدران
الحب اعظم لحظات العنفوان .
***
احتمل نقاوة الموت الشفيف
اتوق الى ماء ورغيف
احيانا يخيفني اليقين
امامي يرتعش مستقبلي الرهين
وانا اقف على رصيف الانتظار
جدار في المدينة حزين
تسقط عليه الاشباح والظلال
اطفو على الصدفة
خلال قلب لا يلين
الضعفاء في ذروة الحياة
وفي المحن والرجاء
بغير أن اقطع حبل الألم
ابدًا يستمر العناء .
***
سكان الكهوف
يعلقون قناديلهم وراءهم
فيرون امامهم اشباحا واوهام
كلمات تسري
عبر الصمت والسكون
في مملكة العدم
ترسم على وجه السماء
غابات من الرمم….
