السوط المدمي

Views: 13

وفيق غريزي

 

 

نكفّر عن الولادة بالحياة 

وبالمعاناة والموت 

الصيرورة اثم للتخلص من الكائن 

الانسان 

نواح جنائزي يتردد في دهاليز الوجود 

النار العبثية صيّرت العالم 

رمادًا ودخان 

اجول ببصري بعد تأمل صموت 

خمدت حمم البركان 

السنة النار لامست وجه النجوم 

كيف خرج المحدود من اللامحدود 

كيف ولدت الزمنية من الأزلية 

والجور من العدل؟ 

كلما اتجهنا لحل هذه الالغاز 

اشتدت علينا ظلمة الارماس 

وينبلج النهار من الليالي الدامسات. 

***

على أرض المظالم ينبت عوسج 

التعسف.. والخلل.. والاغتراب 

تعم شريعة الغاب 

على العدالة تقفل الابواب …

الصراع الوجودي

 انشطار الذات 

وارادة الحياة 

والطريق الموصلة الى الفناء 

لا نرى فيها غير الغبار 

وبريق اسلحة الاله، 

***

ابحث عن إله 

يحررني من العبادة القسرية 

لأنماط الوجود 

ومن رتابة النظم الكونيّة 

التي تضيق الحدود 

ومن قسوة الزمان 

وعبودية المكان 

من سم الضجر الذي ينخر 

المسام 

يزرع شوك السأم 

وعقارب العفن. 

***

عانيت الدوار

الضوء المراوغ يمّوه الطريق 

الزمن المداجي يبحث عن موت محيق 

يلف بالكفن جسد الغريق 

في الافاق تتمطى اشداق المغاور 

والكهوف 

تجتر السنة الحريق 

الهواء الاصفر يجتاح لبنان العريق 

مخدعي شوك وحجار 

حين انام على صدري ينهار الجدار

من قبضة الليل الهارب 

من يعيد لي وجهي المستعار؟ 

***

في خلاياي عشش موتي 

اقفلت بوجهي الدروب، كيف الفرار 

أنا في الأرض اسير طواغيت الزمان 

وفي العلى اعتلي عرش النهار 

ايامنا الثكلى جرحها خشب الصليب 

عمرنا الضائع لم تعد تقتله 

اسلحة الغدر ولا النيوب. 

***

يضربنا الجلاد بالسوط المدمى 

في يديه 

كالسهام الحارقة 

الشرر في عينيه 

شعبنا المرذول يفتخر بالعار 

يموت جائعا.. عاريا، في سكوت 

في مضاجعه يحتضر الضوء المقيت 

ويموت 

كأنه حثالة في اشداق حوت 

صلوات تتلى في حضرة القدير 

والضمير ذو الصوت المرائي 

بمن يستجير؟

في أرض الوطن يتسع السعير 

بالأمس القريب كانت تزهو بالنضير 

في زواياها تنسج شباكها العناكب 

والخفافيش تطير. 

***

الشعب في حظائر الطواغيت 

ملجوم.. ضرير 

في عيونه انطفأ البريق 

لم يعد يعرف المساء 

من الصبح العتيق 

مثل اهل الكهف نومه عميق 

تمر الأيام والسنون من خدره 

لا يفيق 

الخصب صار بوار 

الكل يلوذ بالفرار 

حاملا في جعبته الغرس والبذار 

انبلاج النهار هو انتظار 

ليودع في الأرض الجديدة 

الغرس والبذار 

لتسمق الاشجار وتنضج الثمار.

***

 

*ملاحظة: الصورة المرفقة مع القصيدة، يبدو فيها وفيق غريزي مع لوحتين لكل من جبران خليل جبران والفنّان التشكيلي جوزيف مطر

(https://rentalsfloridakeys.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *