جبروت الزمان
وفيق غريزي
عد المساءات انتهى…
مثقلة تدور الأرض
تحت عجلة القدر المشؤوم
صارت مسرحا للفراغ
أُسدل عليها الستار…
وهج خفي يغمز الفتية الصغار
من شعاع بعيد.. بعيد،
يجيء النداء الأخير…
أتساءل :
هل هذا وداع
أم اشارة بداية؟
***
لأن الشمس تغرق وراء الأفق
لا شيءٍ يشرق من جديد
وما تبقّى
اضغاث احلام تتأجج
قبل الفناء .
***
ارى من نافذتي
سهلا من رماد
وسهلا من دخان ومداد
يعلوه قرميد بلون الدماء
سماء وطني أضحت خواء
بقايا موتاها
تحت الأرض أو فوق الثرى .
***
ارى اشارات منذرة
بلادي مروجها جرداء
تحت ألوان السماء
حزنا عليها نقرع الأجراس
اكتب الى بشر
اعداء كانوا
أم اصدقاء
متناسيا أنهم ما عادوا بيننا
احياء
حزمة من كلمات
طواها الصمت والنسيان
من يبلغ درجة الاشراق
يترك في الصخر آثارها الاقدام
يملأ الكأس بالمدام .
***
ضجر زماني من الزمان
نضبت ينابيع الحب في الأعماق
تحيك السماء الأكفان
من خيوط العنكبوت
لليائسين
كي يستريحوا
من الدم المراق
لماذا لا تنبض ايها القلب
ما الدافع للفرار
حافيا بلا اقدام؟
مصيرك توقف الآن
عن السير الى الأمام .
***
أنا شجرة ثلج ونار
فوق قمم الأدهار
لا تستضيف سوى النسور
من الأطيار
طيور كاسرة تتحدى
جبروت الزمان.
