وَشمٌ صَباحِيٌّ (82)

Views: 523

د. يوسف عيد

 

يستدرجُني كلَّ صباح،

أطيعُ الصوتَ،

وأركضُ باتجاهِه على سياجِ الحديقة.

يُرسِلُ لحنَه مدوياً تدويةً تبلغ الأقاصي،

وتجعل أذنيّ غسيلةً،

نظيفةً،

من أثَر أصواتٍ أخرى منكرة أشدّ النكر.

وقلمّا رأيتُه يتوقّف عن الزقزقة كي يستردَّ النَفَسْ.

يسعى في الأرضِ على رَحبها لتدوية صوتِه،

ويختلفُ في الأمكنة نفسها من دون أن يسأم.

أكثر أوقات الغناء بين الضُحى وأوّل المساء.

وله من بعد الظهيرة قِسطٌ من الرّاحة،

ثمّ يعودُ صادحاً،

حتى إذا ما جاء المساءُ،

خلا إلى أمره ساكِناً،

كمن شلّه التبطُّل.

أوّاه منكَ يا قلبي!!

(صبَاح الأمَل)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *