سجلوا عندكم

كامل مهنا  الطبيب والإنسان مكرمًا من بلجيكا وكما عرفته

Views: 520

سليمان بختي

قلد ملك بلجيكا الوسام الارفع من رتبة كومندور للدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية.  منح الوسام  في السفارة البلجيكية في بيروت وبكلمات السفير…. لانه مثال الانسان الملتزم بقيم الحرية والكرامة الإنسانية.

رأيت كامل مهنا صاعدا من سهل الخيام ونبع الدردارة الى احلامه الاولى.  وحين يحلم الحالمون بالواقع فهم الاكثر واقعية. قرر أن يكون طبيبا معاندا كل ظروفه الاقتصادية والاجتماعية  مراهنا على الجهد والحلم  والامل.وهذه العدة لازمته في كل أمر ومسعى وقضية.

نال من  فرنسا شهادة الطب وقرارا بالطرد ولقب براندت العرب ووسام جوقة الشرف.

دخل الى الطب من الانسان وهذا يعني أن ترفع الألم عن الجسد وان ترفع الجبين الى حيث الكرامة.

هذه هي قصة كامل مهنا مع الريح.

لم يقل: “الله يساعد الناس وكفى المؤمنين شر القتال”. بل شمر عن ساعده وأقدم ليساعد الانسان ويزحزح الباب العملاق في بلادنا. لا اعرف اين قرأت هذه العبارة “خير الناس من تتدبر على  يديه امور الناس”.

قوته انه راهن على الانسان ونجح. وراهن على المؤسسات ونجح  وراهن على الإيجابية ونجح. وراهن على التواضع فارتفع. 

كلما زرته في مكتبه في مؤسسة عامل التي عمرها اليوم اكثر من نصف عمره افرح بحيويته ونضارة الحلم وانه سيظل يرى نصف الكاس الممتلئ بالماء. وستظل البوصلة فلسطين. اعدل قضية في العالم؛ يقول.

وافرح كذلك لتلك الأقوال التي يطلقها على اوراق بيضاء خلفه او أمامه وهي خلاصات الممارسة الاجتماعية والخبرة الحياتية، مثل التفكير الايجابي او التفاؤل المستمر او الكرامة الإنسانية  او الحق الإنساني، او لا أريد شيئا من أحد ولا اتوقع شيئا من أحد، او شعاره “شركاء لا اوصياء”، او الفن هو كيف تطلق الملاك في الاخر. الكلمة واضحة لديه لا سلاح بل أبجدية.

ينطلق كامل مهنا من الأرض من الذاكرة  ومن القيم التي تبني الانسان.. وينطلق من رؤية عقلانية بعيدة عن ثقافة القمع والتفكير السلبي وقائمة على الحق. لذلك يريد أن تبقى عامل تجربة ديمقراطية لبناء وطن وبناء مواطن.

كان انطوان دو سان اكزوبيري يقول”اذا اردت ان يتآخى البشر فاعطهم عملا عمرانيا يصنعونه معا”.  يريد عامل منظمة مثابرة على عملها الإنساني والصحي والاجتماعي. وببساطة اليد ممدودة للتعاون مع الجميع والقلب منفتح لكل نامة والعقل جاهز لكل مشكلة ولكل حل.

ما أفعله هو رسالة؛ يقول، ولكن ما اصعب الرسالة في زمن ندرت فيه الرسالات وقل فيه الرسل.

خاض كامل مهنا معركته في الحياة ضد كل الذين يلتهمون حقوق البشر وأحلامهم بلا شفقة ولا رحمة.

مقاتل لاجل الانسان والحياة في هذا البلد، لم يترك النضال لحظة ولم يتركه النضال لحظة، باع نفسه للنضال الحقيقي والنضال الحقيقي اشتراه لاجل اعلاء شأن الانسان وقيمته وكرامته.

ارى كامل مهنا كلما شرع في عمل يقول كم يفيد هذا العمل الانسان وبلادي فيقدم بلا هوادة.

هو على خطى النهضويين الكبار في بلادنا أقام سبل اللقاء وعزز مساحات التلاقي وتلاقى مع رواد النهضة بشغف المعرفة والنزاهة الفكرية والأخلاقية والوطنية والالتزام العميق بالإنسان والمجتمع وتقدمه وإصلاحه، واليقين الأمثل بأن الأجمل والافضل هو امامنا وليس وراءنا.

كسبت الرهان ونلت قبل كل الاوسمة محبة اللبنانيين واحترامهم وتقديرهم.

وصلت إلى قصب السبق الى اللغة المختلفة التي ينهمر منها البخور والرعشات والأمثال وتفوح من ردائها عراقة مديدة لا تنتهي وأصالة تتجوهر مع الايام.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *