ثلاث قصائد تائهة
وفيق غريزي
1-مواسم التوهّج
في مواسم التوهّج
تضج عروق السنابل بالنسغ الملتهب
لهاث الأرض يقرع براءة الطفولة
والأقدام الدنسة…
نقرأ في عيون الليل
طلاسم العصور المنقضية
نكتب مآتي الأزمان الفتية
حيث السعادة مخصيّة .
***
الهضاب المقموعة تغرق
في روائح الورود المهيبة
الأمال الزغبية
تطفو على سطح المياه الميتة
الرمال المسافرة مع الأنواء ..
2-جسد يتضور شهوة
أنت فرس بريّة جموح
تتمطين على السرير بتلذذ شبق
تنتظرين فارسا أسطوريا
يطفئ لظى الشهوة الناضجة
يعيدك أليفة داجنة
يبرد نيرانك المتأججة .
***
جسدك وسادة من لحم
بلون النحاس
صهرته الشمس
تصعد من مسامه تنهدات مهشمة
عريه يهتف من خلف الثياب
ينضح برغبات مشنوقة
على حبل الزمان
من يحدّق به
تقوده الرؤية العميقة إلى
مستنقع الآثام .
***
جسدك عالم من الألغاز
بركان حمم
يفيض بأنهار من عبير معطر
يوقظ الراقد من الأعضاء.
شفتاك حديقتان للقبل
عيناك جريئتان مشعتان بالغواية
عنقك يمطر رياح انفاس لاهثة
فخذاك عمودان من رخام
يستعران حبا وعشقا .
***
آه أيها الجسد الرهيب
تتشوّق للقبل وللسرير
بين ثناياك يسكن الموت
وتنبض فيه الحياة .
أيها الجسد المثقل بالثمار
الناضج بالطيب والعبير
لن اترك احدًا يجني كنوزك
لأنني خير من جنى.
3-لن اعود
نحن الشعراء،
أتينا إليكم
من عالم النجوم والأفلاك
كل شاعر منا قديس أو ملاك
أتينا نزرع في أرضكم أزهارا
انني اقفلت نوافذ الوجود
كي لا يتسرب العدم
وتنبت في نفوسكم اشواك الندم .
***
في مدينة القحط والبلايا
النساء والعذارى فيه سبايا
دعوني أجرع خمر الدنان
رمادي تحوّل إلى اشعار
تكتب لي الرقى
حصن يقيني قسوة الأشرار .
***
هوذا المساء
يقذفني الى غياهب الحسرات
والجراح
حمامة مهيضة الجناح
اتسلّق جدار الزهر والعبير
اهجر قلق المصير
اعبر الأرض اليباس.. والهلاك
تعجز عن صيدي الشباك
اليوم أنا هنا
غدا هناك
هاكني عدت من الغياب
تحت قدمي يزهر التراب .
***
تسمّرت أشواقي على صليب الجلجلة
توغلت في دهاليز السكون
لغتي لا يفهمها إلا الملهمون
يا واقفا عند اعتاب الصباح
هل تعلم
انني سفر أكوان جديدة؟
تجري من تحتها انهار اقاح
قوافل آتية من اقاليم البهاء والرياح
افتحوا لي الطريق
اشتلوني في حدائق القلوب
إن ذهبت
لن اعود
لن اعود
لن اعود…..
