سجلوا عندكم

قراءة في رواية “البحث عن الأمل الأسمى” لهالة جنيح تكالي

Views: 242

نور الدين سويح – تونس

 هالة جنيح تكالي أستاذة جامعية وكاتبة وشاعرة وناقدة بعد روايتها  بعنوان الرحمة الخفية التي ترجمت  الى اللغة الفرنسية التي جمعت بين الفلسفة الروحية ، والمعرفة والذات وجدد النظرة التحليلية في مفهوم الروح والجسد – هاهي تجدد شغفها بالكتابة ، فكان المولود الجديد والاصدار مجددا بالفرنسية la quête de l’espoir sublime 

مساهمة في اثراء المشهد الثقافي – وهي تؤمن وانه – لا تنمية بدون ثقافة والثقافة عماد الحياة حتى تتمكن من رؤية العالم والمستقبل رؤية صحيحة – وفصول هذا الكتاب إحدى عشر فصلا – يحكى عن حلم فتاة تبحث عن معانى الحياة والكشف عن أسرارها، ودور الانسان فيها ومكانته ودوره في الإبداع، وبطلة القصة – هوب فتاة شخصية مستقلة ترى وان المادة طغت على كل ماهو قيم انسانية – وتقول ان القيم الروحية في بناء مجتمع ضرورية وحضرية وللبحث عن الذات يحتاج الغوص في الفلسفة والتوغل في الفلسفة اليونانية هي المنفتحة والحكيمة ، واثينا مدينة الحكمة – العقل شعارها والروحانية سبيلها وترى هوب الفتاة الحالمة – ان الفلاسفة لا يعيشون مثلما يعيش الأخرين – والفلسفة لا تنفصل عن الواقع بل توجه نحو معالجة القضايا الإنسانية والمعاضدة – وان الجمع بين الثقافة والعلم والفلسفة دفع لتحقيق طموحات الانسان واصبحت هاته النظرية لدى المعلم الكبير أفلاطون في جمهوريته مبدأ لتحقيق سعادة المجتمع وترى بطلة

القصة ان الحضارة الفرعونية المصرية تختلف عن الحضارة اليونانية ، فقد اعتمد الفراعنة عن القوة والغطرسة والمادة في حياتهم وفي بناء الأهرامات ويرون في الموت الحياة ، مملوكة أعناقهم ليمين فرعون يحتفلون بتغييب عروس النيل في أعماق النهر – في مهرجان بقي عنوان الفخر والمجد على مر الدهور – وهوت الموت والفناء للانسان – في مهرجان هزت الدنيا به اعطافها واختال فيه المشرق – والتغني بالموت  يحسبونه مجدا و حياة وحضارة  – بينما الحضارة اليونانية كانت – بناء الانسان والمجتمع ، واثينا مدينة الحكمة في الدهور الخالية – هوب تعشق الأنهار الجارية والطبيعة والماء روح الحياة والحقيقة هي معرفة المجهول في ضمير الانسان – وتشبثه بالقيم الإنسانية الحضارية والعمل الدؤوب – وتحلق الفتاة هوب عاليا في رحلاتها – وكانها تأثرت برحلة رسولنا صلى الله عليه وسلم – رحلة الإسراء والمعراج – لما اصطحبه فيها جبريل عليه السلام ليمضي به في السماء لترى ما العين رأت ويلتقي بأخوته من الأنبياء- هوب سعيدة تحلق بين السماء والأرض هو حلم رحلة ممتعة جعلتها تشعر وانها سعيدة والحب يغمرك قلبها 

فإذا الحب طائر في الفضاء- ظل وتاه ك

ان نفسا لم يشرق الحب فيها

هي نفس لم تدر ما معناها

انا بالحب وصلت الي نفسي

وبالحب قد عرفت الله.

وعندما ذكر الحب نذكر المرأة فيستوي الرجل والمرأة معا لا أفضلية لاحدهما على الأخر الا بمتانة المنجز والخلق والابداع ويفرض ذلك إعادة في وعي مجتمعي شامل .

هوب عاشقة الكواكب واسرارها – ويخلق ما لا تعلمون تراقب كسوف الشمس والوانها عند الشروق والقمر وجماله الفتان والنجوم المضيئة وانتشارها تتغنى بهذا الإبداع من البديع – وتواصل رحلتها بين السماء والأرض وتتعمق في فهم كنه الحياة والكائنات الحية والانسان – وتاخذها الأمال والأماني لفتح أبواب الحياة المغلقة ، وهذه المرة تأخذها الرحلة الى الهند فيحط بها الحلم الجميل في الهند والبلدان الأسيوية فتنكشف حضارة روحية – متقدمة تجمع بين الفكر والروح فتلتقي بكبار العلماء والفلاسفة في حوارات المعرفة والذات والروح والقيم النبيلة فتكتشف حضارة قديمة، وجديدة بناها رجال عظام تربعوا على عرض القيادة منهم – غاندي الزعيم المنضل التاريخي باني حضارة الهند وازدهارها التنويرية وشخصيتها القوية وخاصة العالم – Athena فاطلعت على كتب ملاحم الأمة الهندية والشهامة الفارسية – والايادة  الرومانية وهي العاشقة لشخصيات تاريخية –  أمثال عمر الخيام في مدينة شيراز الفارسية –  وعليسة أميرة قرطاج ويعود الحنين بهوب لى قرطاج فتحدثنا عن عليسة التي فرت بجلدها من جبروت أخيها حاكم مدينة صور اللبنانية ، فتركب ليلا ببحر عباب وتبكي وهي تفارق الديار لتكتشف أرضا جديدة ، وتقول انا في امان فنعم النزول وتشتري الأرض من الامازيغ وبدأت بجلد ثورتعبيرا عن قطعة صغيرة وهي قرطاج لتصبح الأرض الواسعة يقينا – والتاريخ يحكي عن عليسة التي افتدت قرطاج بروحها فاحرقت نفسها حتى تهرب من ملك الامازيغ البربري الذي طلب الزواج بها.

بقي شعب قرطاج يقيم درب الحضارة والعز – والرحلة تتواصل مع الحلم – والرحلة تتواصل والفتاة الحالمة تحلق باجنحة الأمل لترى عالما نقيا تنتصر فيه الحرية ويزدهر فيه العلم والفلسفة ، وهذا عالمنا يعيش مرحلة خطيرة تثير الكثير من الأسئلة الغامضة وتتعلق بضياع اغلب القيم الإنسانية والحقوق وسبق ان فلاسفة الغرب والشرق وان عاشوا ظلم الأمراء والاستبداد فكانت الثورات المتتالية والثورات الفرنسية التي قادها الفلاسفة الفرنسيين مثل جان جاك روسو وكتاب فرنسا ديكارت وفيكتور هوقو ا كلها أصوات كانت تنادي بالحرية والكرامة ورفع الظلم عن الشعب – ورحلة هوب لم تكن اعتباطية بل إنذار قبل السقوط في المجهول و يصبح الجسد والروح ضحية للمادة ولا غير المادة – يقول هيقل الألماني- يوجد الانسان في سجن من دون مفاتيح وعالم الأوهام- كرهت هوب الفتاة المثقفة ثقافة العبودية والقهر – وقبل الختام – مستقبل الإنسانية هو الانسان –  ستستمر الرحلات لتكون كرحلة ابن بطوطة باعتبارها نصا سر ديا – في كتابه ‘ تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار’ – ولعل هوب شخصيتها الملهمة تستطيع أن تفتح أعين الناس وتحرك من ارادة الأشخاص الذين تعرضوا للظلم والنسيان واحقيتهم بالحياة السعيدة وهي التي تصفحت صفحات العالم وهي تجوب بافكارها شرقا وغربا بابداع فكري فلسفي يقترب من الفن وآداب الرحلات الذي يستدعي سردا تفاصيل الحدث وشعار الكتاب الثوريين- اكتب لأعرف اني أحيا لا كما يجب علي ان اعيش.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *