مصيرُنا فريسة الاقدار
وفيق غريزي
شفاه من ضياء
ايها الجمال الفجري
ايها الحلم المشع
أنوارا ذهبية
الطبيعة تفترس بكارة الأشياء
وطهارة الأطيار
تعتصر من شراييني نسغ الحياة
الأبدية
نعبر اعتاب الزمان
نغوص في عمق الكيان
هربا من عفن المكان
في لحظة سحرية
يلفني النور والظلام
والشجاعة.. والجبانة.. والعنفوان
الحب والحياة فتور وفناء
الرؤى الجميلة تفيض
بالفكر.. والخصوبة.. والنماء.
***
الدموع النازفة من الأحداق
بحيرة للجراح
عبر خاصرة الضوء
تصطدم الرؤى بالمعاني البكر
المعتقة والبريئة
المختمرة بأرواح الأشياء البدائية
مصيرنا ان نكون فريسة الأقدار
صراعنا لا يثمر إلا الدماء
لا زهرا ولا ألوان
تحت اقدامنا تتزعزع الأركان
الشموس في سمائنا بلا اضواء
من نسيج الجنون نغزل أنجما بكماء
آه، تموز يومئ للبعث والخصب
بعد الموت والبوار
في بلادي ساور الروح احتضار .…
***
اسمع الغيب يزخر بالرعود
يخزِّن البروق ما خلف الحدود
القبر قوسا، ترقد تحتها الأجساد
نقيس في سديم عميق
موئل أزلي من الليل والنهار
النضوج آية انتهاء عمرها الثمار
تسقط عن اغصان الأشجار
لا انتمي لبلاد.. عالمي الانتماء
أعمتكم الخطيئة عن عبادة الاله
بلادكم صارت يباسا
بغير خصب او نماء
تقودكم أفعالكم إلى التردي
في مهاوي النار
لم تتخذوا العبرة من غرق البحار.
***
رحلتكم في متاهات الوجود
ظمأ للماء
الذي يحوّل الزناة الى أبرار
البرق.. الرعد.. إرهاص بالأمطار
هطولها يبرّئ من الخطايا والآثام
دون ذلك اهوال
يحدق الموت بكم في كل مكان
الامم تلتئم أصواتها في صرخة
تسير إلى العدم حافية الأقدام
ارضكم جفت في ضلوعها الأنهار
جوعا تنتحر الأطيار
تهرس أجسادكم عربة تاريخكم المهزوم
نار لاهبة تحرق الزانيات في سدوم
الشاعر يبحث عن رؤياه
الفقراء ينشدون الخلاص
من المأساة
ليس امامكم غير اختيار
أما أن تبنوا مدينة عادلة
او أن تلوذوا بالانتحار.