فيروز… شمعة على دراج بعلبك
سليمان بختي
عام 1998 كنت محظوظاً وشاهدت فيروز في بعلبك لأول مرة بعد الحرب.
على أعلى الدرج وقفت فيروز وندهت:
“بعلبك أنا شمعة على دراجك/ وردة على سياجك/
انا نقطة زيت في سراجك…
هون نحن هون / لوين بدنا نروح /
يا قلب يا مشبك بحجارة بعلبك
ع الدهر ع سنين العمر
هون نحن هون “
للحظة شعرت أن كل الأعمدة والمعابد والقناديل كورس رائع لهذا الصوت.
ولكن ما رايته حولي كان مثيرًا، كانت الوجوه والعيون تختنق بالدمع والغصات والاهات.
وبعضهم يحاول أن يخفي ما فعلت به الأشواق والأصداء.
لا ليس هذا صوتًا ولا طربًا ولا غناء ولا ابتهالات.
إنه حالة صوفية يضيع فيها المقام.
إنه طرق على باب القلب.
وقوف على باب السماء.
قفز بين نجوم الليل.
عود أبدي إلى ينابيع الطفولة والحنان والأمان.
كان صوتها ملء المكان والزمان.
ولم نملك سوى دموعنا فذرفناها.