بين الباخرة “بياتريس” وسمك “البطريز”

Views: 1672

د. جان توما

تعود تسمية هذا السمك “البطريز” أو ” أبو شوكة” إلى اسم سفينة الإنقاذ البريطانية البحرية” بياتريس”  في العام ١٨٩٣م.، التي كانت راسية لفترة في مرفأ بريطاني، حيث استغلّ نوع من الأسماك هناك فترة  رسوها الطويل، ليضع بيضه في قاعدة السفينة الخارجية في فترة الرسو الطويلة.

وجرى أنّها أرسلت على عجل إلى مرفأ ميناء طرابلس لإنقاذ ما تيسّر من عتاد ووثائق من  الدارعة البريطانية الغريقة “فكتوريا “نتيجة تصادمها مع الدارعة ” كبردون”، بسبب حركة استعراضيّة خاطئة،  ما أدّى إلى غرق البارجة فكتوريا في بحر الميناء عام ١٨٩٣م. ، وغرق ٣٥٨ من بحارتها، ولم يعثر إلّا على ست جثث منها.

وفي القصة أنّ الأسطول الحربي الإنكليزي قام بزيارة رسميّة إلى طرابلس بقيادة الأميرال ” جورج تريان” الذي أعطى تعليماته من دارعته ” فيكتوريا” الى الدارعة ” كبردون” بأن تقوما بحركة دولابية استعراضية، فاصطدمت الدارعتان ، فأصيبت فكتوريا بصدع في مقدمتها  وتدفّق الماء في  مستودعاتها، فأغلق الأميرال باب غرفته على نفسه، وابتلعت المياه الدارعة في أقل من عشرة دقايق.

حينها منحت السلطة العثمانية الدولة الإنكليزية قطعة أرض في الميناء، بمحلة المقابر لدفن الغرقى من جنود الدارعة “فكتوريا “وهي موجودة حتى تاريخه، ومعروفة باسم بحارة الباخرة فكتوريا.

المهم أنّ باخرة الإنقاذ ” بياتريس”، كانت تنقل بيضًا لأسماك من حوض لندن، هذه البيوض أفرخت هنا نوعًا جديدًا من الأسماك أطلق عليه الصيادون اسم السفينة المنقذة” بياتريس”، وكعادة كل اسم أجنبي خضع للتحريف المحلي فتحرّف اسم سمك بيوض السفينة من ” بياتريس” إلى “بطريز” ويطلق عليه أيضًا اسم ” أبو شوكة” في مناطق لبنانية أخرى.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *