سجلوا عندكم

“الوجه الأرقش، مذكرات روح شاردة” مسرحية شعريَّة بالإنكليزية لسهى نعيمه

Views: 126

سليمان بختي

كل عمل فني أصيل يتجلى في الاشكال واللغة ويتعدد بالمرايا. سهى نعيمه في كتابها “الوجه الأرقش، مذكرات روح شاردة ” مسرحية شعرية من فصل واحد بالانكليزية (في ١٣٨ صفحة عن دار نلسن)، تستمد موضوع كتابها من روح كتاب جدها ميخائيل نعيمه (١٨٨٩-١٩٨٨) “مذكرات الارقش” وبالانكليزية   (١٩٥٢) والذي اعتبر منذ صدوره حتى اليوم من روائع الاديب ميخائيل نعيمه ولطالما  صنف الكتاب الى جانب كتاب “النبي” لجبران  و”خالد” لأمين الريحاني ، اضافة الى كتابه المهم “مرداد “. والاهداء الى نديم نعيمه.

هذا العمل المسرحي يظهر جانبا مهما من عالمية ميخائيل نعيمه ومن عالمه المتسع والمتشعب في الادب والفلسفة والمعنى الانساني. وقد استطاعت سهى نعيمه ان تكون متناغمة مع تعبيرات  نعيمه وأفكاره ومع ما يريد ان يقوله من خلال “مذكرات الارقش”، الصوت المتفرد في عالمه. كما ان الحوار النفسي والفلسفي بسطته سهى ونراه ينتقل بسهولة ويسر من الرؤية الى التعبير ومن الرواية الى المسرحية وباللغة الانكليزية. هذا الضؤ الذي سطع داخل الروح في “مذكرات الارقش” يأخذنا الى عالم الشوق والانتماء  والهوية والحرية والحب والموت والحقيقة . نتذكر ما قاله نعيمه على لسان الارقش: “الانسان للحياة لا للموت ، وللمعرفة لا للجهل، وللحرية لا العبودية”. ومن ناحية الشكل فقد جعلت سهى نعيمه للكلمات والتراكيب انغاما موسيقية وايقاعات وبالتالي تسهل احتمال تقديمها كمسرحية موسيقية مستقلة ومتكاملة. تؤكد نعيمه في كتابها ان الأبيات  المرنمة جاءت غير موزعة في المشاهد. تحاول ان تجعل من المسرحية بعدا اضافيًّا في صراع الأنا مع الآخر والعالم. والجدير بالذكر ان ميخائيل نعيمه ترجم كتابه الى الانكليزية وصدر في نيويورك عام ١٩٥٢.

تعود إلينا صورة الأرقش الذي يعمل بطاعة وصمت ويحمل في داخله عالما من التمرد والتساؤلات والبحث عن الآفاق. يتذكر جذوره وهويته. ترسم سهى نعيمه صورة الشرط الانساني في كل تنوعاته بحسب د. ولبرت فان سان.

اخيرا، قدمت سهى نعيمه في كتابها فرصة جديدة ومختلفة، زيارة لعالم نعيمه الجد. قدمت تظهيرًا جديدًا للعودة الى عمل أدبي وفلسفي كبير لميخائيل نعيمه في حلة جديدة وشكل جديد. كأننا امام لوحة تتشكل فيها الالوان والتحولات ويبقى الجوهر ثابتا.جوهر الانسان وحقه في التحرر.

 الارقش يولد هنا من جديد كلما اكتشف سرًّا من اسرار البشرية، وكلما فاضت روحه  في زخم التأملات الوجودية المتأرجحة بين الحياة والموت والخلاص .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *