سأُسافِرُ..
تمارا أمين الذيب
أهُمّ كلَّ يوم إلى السَّفر
لا بحرَ
لا مرفأ
لا جناحَ طائرة
لا سماءَ
كُتبٌ قديمة
دفاترُ عتيقة
أقلامُ حبر ورصاص
أوراقٌ
جُزيئات من الأوراق
مليئةٌ بنصوص معتّقة
كلُّ شيء بجواري يشدُّني إلى الجُذور
والرأسُ القابعُ في التُّراب كالنعامة
يتمرَّدُ
يتمرَّدُ
يتمرَّدُ
كيف لي
أن أرشُف
ما يفيض
من صميم
روحي
وقلبي
وما يَغلي في ذهني ونفسي ورأسي
في قُمقم واحد
بات كلُّ شيء من حولي يتمزَّق
جسدي يتمزَّق
ها أنا بتُّ على ميزان الكون
أعجُن ذاتي بذاتي
وتارة يعجن بي الكون
وتارة أتخمَّر في مكان مسقَّع يا أبتاه
ها أنا كُلّي يتوق لكُلِّك
والكونُ هنا بات ثلجًا
من دون بياض
أتدرك يا أبي
لا لونَ للثَّلج
فقط صقيع
وهواء يعصُف من كلِّ الجهات
وأنا نار تقبعُ في الوسط
بتُّ باروما من النار يا أبي
سأموت، سأموت والمحبَّة يا أبي
وأُرزق من جديد بمولود يتقمَّصُك.