سجلوا عندكم

قيثارة تراجيديا الوجود

Views: 174

وفيق غريزي

كاللهيب المحرق 

يصبح نورًا

 أمسك فحمًا، ما اتركه.. ودوائر دخان 

في لهب مرتاب 

سوف اضفر الالحان 

كي املأ بالغناء روحها الأكوان 

سيمضي قلبي مرتعشا 

تحمله امواج قيثاري 

تلمسه يدي برجاء 

جنة الشمس أوتاري 

ينبع يا ربي نهر 

بدموع العين يفتر 

عن بحر الروح الأبديّة.

***

قيل لي: هل تسمع صراخ البحر 

يرتفع بصخب في لحنك؟

اطارد ابالسة الشر 

في صدري عواصف الشعر.

***

قيثارتي تنشج اغنية 

تفجّر بركان أحزاني 

ترطّب بالندى عيني 

فيثور شوقي وتحناني 

بالحب أترعت روحي وكياني 

لزمت الموت والرعب 

انشقت الروح الى نصفين 

عمري يجري كالماء 

الفرحة غاصت في نفسي 

الألم مقيم كالداء

غنائي لا يدفع يأسي 

يا قدري المشؤوم كالأمس 

توقّف عن طعن جراحي بنيرانك.

الحريّة ترتجف في كفي 

والسيف يحصد اعداءك.

***

قيثارتي تنتفض كالإعصار 

تنغرز في اللحم كالرمح

كما في الحائط ندق المسمار 

تتشلّع الأوتار 

الصمت اغتال الصمت 

والقلب في حشرجة الموت 

فاضت أمواه النبع 

رفّت في الليل الحالك 

أنات الدمع 

احزان تخض الروح بالأحزان 

تزرع الخوف في قلب الشيطان

تفر اطماع الرعب.. والقتل.. والحرق 

شاوول بقسوته وجنونه 

لا تروي عطشه إلا الدماء .

***

عيناك أمي تضرم الفرحة في النفس 

يتأجج اللهب.. يتمرّد.. يتحدى الرياح 

هذا باب قلعتنا والمفتاح 

فجأة نحو السماء 

إلى الآفاق الصامتة الخرساء 

بين الفجر والمساء ضاع اللقاء 

الغربة عن الحقيقة بؤرة الجهلاء 

بحر من القهر والالام 

صحراء اشتهاء وركام 

الغربة موطن اللحظات 

يبدأ منها السديم 

البداية تضحية 

التضحية رمز الوفاء 

الذي يجعل كل جفاء 

نور محبة واخاء.

***

جمر الحنان يطهر الصمت 

الله وحده دون سواه رب العباد 

عندما نموت ينتهي الصراع 

القصيدة القديمة لكينونة الوجود 

ينقذ الموت عوالم البشر 

يفقد الوزن 

نرتاح فوق اكتاف النجوم 

وفوق نتوءات الضجر 

إنّا افترقنا على غبطة 

عسى أن لا تكون الأخيرة 

يفيض القلب شوقا وحنينا 

حلوة الطعم لكن مريرة 

نودّعها بدموعنا الغزيرة 

كم ضحكت علينا الفرحة العذبة 

مضت وبإثرها مضى العمر 

هيهات يعود الماضي البعيد 

يقولون سوف تعود الحياة 

فهل يا ترى غبطتنا من جوف 

العدم تعود؟

***

ربي أنقذني من كوابيسي المهلكة 

أولست تحمي من أفنى عمره 

في الحب لك؟

ربي خذ بيدي في المعركة 

فمراد الشيطان ان يسلب ذاتي 

التي وهبتها لك 

أنا وتر في قيثارتك 

ترتجف بجراحها الانساق 

في حدقة مأسوية تنشج بالبكاء

ببكاء الاحياء والأموات 

الأرض لا تتوقف عن الحركة 

تسكب محبتها للبشر 

على شكل نبات.

***

عصفوران، أنثى وذكر

يرفرفان تحت وجه الشمس 

وحول مدار القمر 

تخفق الريح في الأجنحة المهاجرة 

قبل بداية السفر 

لو رمتهما العاصفة في لجة البحر 

أو في هوة العدم 

لا ينجوان من الافراح ولا من العدم 

ينجوان من رصاص الغدر 

ومن سيول المطر 

متمردان، زاهدان من حقارات البشر 

في بلادنا السليبة

يعذّب الإنسان 

بالحقد.. بالعداوة.. بالضغينة 

بالموت والهوان .

***

هل نحن قطيعا من نعاج؟ 

أم اننا ديدان 

تسبح في المجاري 

فوقها سحائب من دخان؟  

سيد الأنام

 عندنا القتل في الليل

النهب والغدر في وضح النهار 

لا أمن.. لا سلام 

لا أمل، في ظل الحيتان، ولا رجاء 

السنون تركض سريعة 

تجر خلفها الأيام 

الشر فيها خطايا وآثام…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *