رابطة قنوبين في غياب الأباتي ضو: خلّاق المفاهيم “لتكون الحياة أفضل”
أصدرت رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث البيان التالي في غیاب عميدها الأباتي أنطوان ضو: تفتقد قنوبين التيار الروحي والثقافي والتاريخي علماً من أعلامها الكبار، الذين ائتمنوا على تراثها، ونشروه مبادرات عملية أينما حلّوا. فالمنطلق لديه كان قنوبين الينبوع وميناء الوصول لبنان بمسلميه ومسيحييه، والعالم في صراعه المتمادي بعيداً عن كل أصول وجذور. لقد جسّد الأباتي ضو مسيرة ثقافية تاريخية اندرجت ببهاء الصدق والايمان، في مسار الشراكة الانسانية المسيحية الاسلامية، كما اندرجت في مسار إسهام المسيحيين في النهضة العربية، وفي تحصيل تراث مشرقي مشترك فريد.
لقد حمل الأباتي ضو روحانية قنوبين وقارب بها قضايا القدس وفلسطين والقومية العربية وكيان لبنان كموروث حضاري خصوصيته الوحدة في التنوع، وقارب بها تحديات الأديان المعاصرة والحداثة والعولمة وحوار الحضارات وصراعها، وحروب الأقوياء والضعفاء، والمتسلطين والمظلومين وسواها من القضايا التي كان فيها الأباتي ضو رسول المسيح الوفي المخلص الأمين، شاهداً لقوّة الحق في وجه حق القوّة.
لقد كان عرّاب كل مفاهيم اللقاء والمعية والشراكة والأخوّة وتقاسم خيرات الأرض المعدّة للجميع، بخاصة للفقراء والمحرومين. لقد كان خلّاق المفاهيم والرؤى “لتكون الحياة أفضل”، ومتى تحققت هذه المفاهيم كانت الحياة أفضل. مفهوم “الشوتوفوتو” الشركة والمحبة، ومفهوم “النسك الناعم”، ومفهوم “الوادي المقدس بضفتيه”، وسواها الكثير من المفاهيم التي أطلقها الأباتي ضو مفتتحاً بها مدارس “للحياة الفضلى”.
إن رابطة قنوبين للرسالة والتراث ملتزمة بمتابعة رسالة الأباتي ضو وتعليم مدرسته، بعدما أعطى أعمالها الأبعاد الثقافية والعلمية والتاريخية الواسعة، وستضع مبادرات عملية لذلك، برعاية غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبالتنسيق مع الرهبانية الأنطونية الجليلة، ومع سائر المعنيين الأوفياء لمسيرة الأنوار العلمية التي أحياها الأباتي ضو.