سجلوا عندكم

نبيل طي أبو ضرغم: أكتب للمشاركة في بعض جيوب التغيير

Views: 69

محمود شريح

بمناسبة صدور ديوانه الجديد بالفرنسية  “ذات مرة كانت الحرب وكان الليل” كان لقاء مع الاستاذ  نبيل طي أبو ضرغم حول تجربته الشعرية وموقفه من الفكر والفلسفة.

*لماذا تكتب الشعر؟

-لأضع لغز الكتابة والصورة الناتجة عنه حبراً على ورق، فيكون بتناول الجميع كما الشجر والمطر والغيم. وأكتب لتأريخ هذه اللحظة المليئة بالأسرار،  بعد مدة غير قصيرة ربما يطرح الكاتب السؤال على نفسه: هل أنا من كتب هذه السطور؟ وبذلك أؤرخ لحظة الوحي التي تختلف كلياً عن آلية اللحظات التي تأتي من بعدها، كالقراءة والتنقيح والنقاش والتحليل وغيرها. وأكتب أيضا للمشاركة في بعض جيوب التغيير،  وهو الهدف الأسمى أو الإستراتيجي من هذه المغامرة.

*سنعود لموضوع التغيير لاحقاً. لكنك كنت تعتزم التركيز على هواية الرسم بعد ديوانك “قبل أن تُقفل الأبواب” فإذا بك توقّع ديواناً جديداً تحت عنوان “ذات مرّة كانت الحرب وكان الليل”.

-صحيح لكن الذي حدث عام 2024 دفعني إلى التفاعل مع المآسي التي كانت تقع غالباً خلال الليل. من هنا جاء عنوان الكتاب وهو يتخذ شكل رسائل متبادلة بين رجل يدعى “شوكولا” وامرأة تدعى “بونبون” يتكلمان فيها عن الحرب والنزوح والموت والعبودية وقتل العدالة والمهمشين في الوطن وغيرها من المواضيع المعنية.

*تتكلم في بعض النصوص عن “مزارع العبودية” والعالم أصبح يعيش على الذكاء الاصطناعي والثورات الرقمية التي تكاد تكون يومية…

-ما زال الإنسان يعيش في العبودية لكن بثياب مختلفة واقنعه متعددة فيما لم يضع جانباً أشكال العبودية الكلاسيكية أيضاً. يتكلم حكام العالم عن شعارات رنانة كالتنمية التي تضع الإنسان في الطليعة وفي صلب السياسات الحكومية، ثم نرى الحروب تندلع والأطفال يقتلون والجوع يفتك بالناس والفقر يتفاقم. إنها وعود للبيع تغذي العبودية وتبني مزارعها. 

*كيف يمكن أن تشارك في “جيوب التغيير” كما تقول وأنت تكتب الشعر في لغة أجنبية؟ ولماذا الشعر وأنت أساساً  في مجال الشؤون الدولية من كلية Fletcher وخبراتك المهنية في المنظمات الدولية؟

-ليس للشعر هوية محددة ومهنة محددة. المهم أن يكون عفوي وصادق. هناك شعراء اجانب تلقاهم القارئ العربي بشغف وترحاب وكانوا من اهل الدبلوماسية مثل Saint John Perse لأنهم كانوا عفويين وصادقين مع القضايا التي تمس الإنسان أينما كان.

بالنسبة لي  اللغة الفرنسية تعطيني المدى الأرحب لأضع رسائلي السياسية وغير السياسية بطريقة مقنّعة، إذا صح التعبير، بمتناول مجموعة من القراء ولو صغيرة، والكتابة في اللغة الفرنسية تساعدني على الشفاء من الأمراض المزمنة والمستعصية التي رمتنا في احضنها البيئة اللبنانية منذ 13 نيسان/أبريل 1975. لكن الكتابة في اللغة العربية شهوة مستمرة لم أستطع اشباعها بعد، مع أنه صدر لي عام 2023 ديوان بعنوان “لأجل ما تبقى” ، ضم قصائدي العربية وقصائد  بالفرنسية عرّبها خليل تيّان. وقد يكون زادي العلمي وخبرتي في الأمم المتحدة سبباً أساسياً وإضافياً للهجرة نحو الشعر لأنهما رسخا إيماني بأن الناس  عاجزون عن التغيير أمام محدلة أهل السياسة أينما وُجدوا.

*ماذا تقرأ حالياً؟

-أسافر دائماً في الكتب. هو سفرٌ غير متنقل، لكنه الأهم والأعمق. هناك ما يقارب الـ 50 كتاباً في مكتبة المنزل لم أقرأها بعد، ربما لأنني أتنقل كثيراً بين المواضيع. لكن قراءتي الرئيسية حالياً هي النسخة العربية من “قصة الحضارة” التي وضعها وليام ديورانت في الستينات من القرن الماضي. أتمنى أن أستطيع قراءة أجزائها الـ32. وبالطبع أحاول الحفاظ على العلاقة القديمة مع الكتب الورقية لأنها تذكّرني بأن حقيقة الإنسان باقية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *