سجلوا عندكم

عالم وسماء

Views: 59

د. جان توما

هل كان العالم صغيرًا كما هو راهنًا؟ قديمًا كانت كلّ الطرق تؤدّي إلى روما فإلى أين تؤدّي اليوم؟ أو هل  ما عادت طرق الأرض تروي طموح الإنسان ولا تشفي غليله، كما جاء عند الشاعر بقوله:

قَالُوا لِنَابُلْيُونَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ

إِذْ كَانَ يَرْقُبُ فِي السَّمَاءِ الأَنْجُمَا

هَلْ بَعْدَ فَتْحِ الأَرْضِ مِنْ أُمْنِيَةٍ

فَأَجَابَ أَنْظُرُ كَيْفَ أَفْتَتِحُ السَّمَا.

هذا شأن الراغبين في تسطير أسمائهم في سجل التاريخ، والتاريخ أصلًا تكرار شخصيّات بأسماء مختلفة بعكس حبيبات شعراء العرب فكلهنّ باسم واحد: “ليلى”، والكلّ اليوم يغنّي على “ليلاه” في أوتار تقاسيم مزامير الشجن وأنين ناي الوجع.

تقرأ في حيوات البسطاء، فتعجب وتستوحي الحكمة،  إذ تراهم يسقطون مثلًا، وهم على سفر في طائرة تنقلهم فرحين إلى عالم ظانين أنّه  آمن ومزدهر، فتختلّ قواعد لعبة الهواء، فيهوون فيما كانوا يأملون بحياة جديدة، وفي لحظة السقوط تكرّ مشاهد العمر الذي كان، فتطلع وجوه الأحبة، وتلوّح المناديل بالوداع، فيما تمسح عن العيون موارد الدموع.

لماذا بسطاء العالم المرميون في العراء يصيرون محبرة كتابة التاريخ؟ وترتفع أجسادهم أوراق دفتر الانتصارات؟ ولماذا فقراء الكون هم أضحية الأكاليل التي يتوّج بها المنتصرون رؤوسهم في تخايل وكبرياء منسوج من براءة الأطفال وخجل التاريخ من كلّ أمر مستباح ؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *