“حكاية طموح” لـ ألحان فرحات

Views: 462

 

الحان فرحات
الحان فرحات
نغم شاهين

عندما يحترق الوطن في أتون الحروب والدمار والخراب، ويشحن أبناؤه بسموم التقسيم والتجزئة المناطقيّة والمذهبيّة، عندما تسقط هيبة الدولة أمام عجرفة وبطش الطامعين بالسلطة والمسيطرين عليها؛ ينبثق من رحم الرماد “طموح” تخرق ثورته جدران الخوف والإنهزاميّة، فتشرق من كلماته شمس التغيير، شمس وطن أفلت منذ عقود، فنسي الناس أو تناسوا نورها ودفئها.

غلاف "حكاية طموح"
غلاف “حكاية طموح”

صدرت حديثًا عن دار سائر المشرق، رواية “حكاية طموح” للكاتب ألحان فرحات، صوّر خلالها الكاتب في مئة صفحة من القطع الصغير،  واقع “لبنان” البلد المتخبّط في التبعيّة والمحسوبيّة والوساطة، الجاثي أمام عروشٍ قامت على أساس فلسفة القهر والذلّ والترهيب، البلد الذي هجره مثقّفوه وهجّر قاطنوه. هذا الواقع القاتم الذي ولد ونشأ فيه “طموح” الشخصيّة الرئيسيّة في الرواية، جعله منذ حداثته يطرح الأسئلة المحرّمة على كلّ لبنانيّ إعتاد أن يساق في عبوديّة عمياء إلى حيث يشاء أسياده. لكنّ  “طموح” رفض السير على خطى أجداده، فحمل قضيّته وأبى إلاّ أن ينظر في عينيّ الشمس، أن يحلم بالبنان الوطن حيث تعيش الحريّة والمساواة والعدالة الإجتماعيّة والكرامة جنبًا إلى جنب على أرضٍ واحدة وتحت سماء واحدة. ولإن قطف الموت ” طموح ” من أرضه باكرًا، إلاّ أنّه عجز عن قتل الوطن في رجلٍ صارت وصيّته وثورته الفكريّة جسر عبور من مستنقع  ” لبنان ” البلد المنتهي الصلاحيّة إلى ” لبنان ” وطن المستقبل والأمل.

“حكاية طموح” هي بإختصار حكاية كلّ مواطن حرّ ضاق ذرعًا بالظروف القاسية التي يعاني منها لبنان، لكنّه فضّل المواجهة على الهروب أو الصمت. أبطالها قد نلتقي بهم أنّ توجّهنا، هم “القاسي”، “الشجاع”، “المتعصّب”، “الجبان”، “التبعي”، “القدوة”، “القوي”، “المثقّف”، … وقد صيغت هذه الرواية بأسلوب سلس  فيه من المتعة والتشويق ما يجعل القارئ لا يرغب في التوقّف عن القراءة.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *