توفيق يوسف عواد (1911-1989) مؤسس في الرواية اللبنانية  ورمز للحرب الظالمة

Views: 76

سليمان بختي

لا أزال اذكر ذلك اليوم الذي توفى فيه الأديب والروائي  والسفير توفيق يوسف عواد.

قتل نتيجة القصف الذي استهدف السفارة الإسبانية مع ضهره السفير الإسباني في لبنان بيدرو مانويل دي ارستيغي وابنته الشاعرة  ساميا توتونجي، وإصابة ابنته الثانية زوجة السفير بجروح بليغة. 

كان يوما عنيفا مشهودا من ايام الحرب في لبنان.

 

اذكر يومها ان شيوع الخبر وانتشاره  أثار صدى في العالم وزرع صمتا وتراجعا في حدة القصف المتبادل بين قوات ميشال عون والجيش السوري.

ولو أنصف لبنان واللبنانيون لجعلوا من موت توفيق عواد رمزا لظلم الحرب وذكرى مستعادة لشهادة الأدباء والمثقفين في الحرب، او نصبا تذكاري او تمثالا يؤرخ للمرحلة ويوثقها.

 

وصف عصام محفوظ  الروائي عواد بأنه صاحب كلمة ودور ومؤسس في مسار الرواية اللبنانية وبأنه كاتب الملهاساة اللبنانية.

وقالت مي زيادة:  “لم يؤرخ احد المأساة اللبنانية كما ارخها توفيق يوسف عواد في الرغيف”.

وكتب عنه انسي الحاج إثر صدور روايته “طواحين بيروت” عشية الحرب اللبنانية والتي صنفت ضمن اهم مائة رواية عربية  واختارتها اليونيسكو من آثار الكتب الاكثر تمثيلا لعصرهم:”هل تذكرون”الرغيف”. لا يزال توفيق يوسف عواد هو نفسه بعد ثلث قرن. عاد ليكتب لجيل اليوم وعن جيل اليوم رواية اليوم. الرواية التي لم يكتبها لهذا الجيل احد سواه. عجيب توفيق يوسف عواد حسبناه دخل التاريخ فإذا هو لا يزال يصنعه”.

 

ولما ترجمت “طواحين بيروت” إلى الانكليزية كتب الصحافي باتريك سيل: “قبل اي واحد من الصحافيين والسياسيين والمحللين وقبل اي واحد من ممتهني قراءة المستقبل  أدرك توفيق يوسف عواد  بحدسه الفني والوطني ان شيئا ما  سينهار وان المجتمع اللبناني يتداعى للسقوط. وهو في رائعته هذه كأنها الر افعة في بانثيون  الأدب”.

ولد توفيق يوسف عو اد في بحرصاف المتن . تعرض للمجاعة في طفولته. تلقى تعليمه في مدرسة مار يوسف في بكفيا، ثم التحق بالجامعة اليسوعية، ثم واصل دراسته في الحقوق في جامعة دمشق.

عمل في جريدة “البرق”، ثم سكرتيرا  للتحرير في جريدة “القبس” السورية 1931، وعمل سكر تيرا للتحرير في جريدة “النهار” بين 1933 و1941.

دخل الى السجن بسبب نشاطه القومي.

أسس جريدة “الجديد “التي استمرت حتى 1941.

التحق بالسلك الدبلوماسي وعين قنصلا في الأرجنتين ثم سفيرا في ايطاليا واليابان وإيران وإسبانيا والمكسيك ومصر. ودون أن يهمل رسالته الادبية  التي كانت الجوهر والخصب النفسي والمعرفي والفني. وانهى حياته الدبلوماسية مديرا للشؤون الاجتماعية والثقافية في الخارجية لست سنوات.

منزل الأديب توفيق يوسف عواد في بحرصاف

 

ومن نتاجه  ترك عواد “الرغيف” و”الصبي الأعرج” و”العذارى” و”قميص الصوف” و”السائح والترجمان” و”غبار الايام”  و”مطار الصقيع” و”قوافل الزمان” و”فرسان الكلام” و “حصاد العمر”.

كان عواد يحلم بالمقاعد في قريته بحرصاف ولكن الحرب طاردته حتى الرمق الاخير .

 

بعد 35 سنة على رحيله المفجع يستحق توفيق يوسف عواد الاعتبار والتقدير وإصدار طابع باسمه كرمز شهيد وشاهد في الحرب اللبنانية، او تسمية ساحة الحدث باسمه.

تصدى توفيق يوسف عواد للقضايا المصيرية التي جبهت جيلا لبنانيا شهد المجاعة والحرب، وعبر عنه بما يمس الروح والسياسة والحلم والمصير.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *