“رقصة الحزن”

Views: 287

جيهان الفغالي
جيهان الفغالي
جيهان الفغالي

هناك أوطانٌ لا يقدر فيها العشق أن يتباهى بنا، أن ينسج معطف حبّنا بخيوط الواقع بل بالأوهام.

هناك أوطانٌ تسكننا، نبحث فيها عن جنّة لنا، عن بعض ملائكة الهوى. نرى أوجه الحرمان حائرةً، آسفةً محطّمة.

من ذا الذي يراقص الأفق؟ مجهولٌ هو، يتمايل فوق شلّالات الفجر، يعبث بها ويلهو…

يدنو من ستائر الرّبيع يسائلها ما الحبّ؟

تردّ الفراشة: هو شرنقتي،

والطائر: هو أجنحتي،

والسُّحبُ: هو غيثي،

والقائد: هو مملكتي،

والوردة: هو عطري.

يبكي طفلٌ في مهده، ويلمع البرق.

فيغفو الطّفلُ، ويسقط القائد، تشرق الشمس ويُقتل الطائر. تتوقّف الشلّالات عن جريانها، والفراشة تبقى هائمةً منسيّة.

والحبّ؟ حزنٌ باسل. حرّيّةٌ باطنيّة.

وما الحرّيّة؟ ليست أن نفعل ما نشاء في وقتٍ نختاره بأنفسنا. لا!

هي حالةٌ تستوطن ذاكرتنا من دون استئذان.

هي حزنٌ فَرِحٌ.

فقمّة القوّة أن نعتادَ على الحزن، وأن نحزن بفرح!

تلك هي الحرّيّة!

وتذبل الأزاهير مع انحناءة الليل، وتنطفئ البراكين الجامدة بمياه الخضوع. فيولد النسيان، أو شبه النّسيان.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *