يوميّات عابرة

Views: 201
جوزف أبي ضاهر
جوزف أبي ضاهر
جوزف أبي ضاهر

إذا كان الجنون يسكن بيوت الجن،

فأين يسكن الجن؟

 

أوّل الكلام

ما عدت أصدّق كلامًا يتكرّر، كلّ يوم، كلّ ساعة، كلّ لحظة عشرات المرّات.

صرت أجزم بأنه كلام خداع يُراد به «حفر» الذاكرة، تشبّهًا بتكرار نقطة الماء التي حفرت الصخر.

 

بين الكسرة والكسرة

الخداع بعض نفاق. لغته خاصة به. جميع حروفها حروف جرٍَ والكسرة ظاهرة في أوّلها وفي آخرها، وما بينهما المكسورة خرزات عموده الفقري،  وهو يسأل:

ـ لماذا لا أستطيع الوقوف على قدميّ؟

 

كلمات ثلاث

شرح علماء الاجتماع الصفات الأساس لكلمات ثلاث:

الحرّية، الديمقراطيّة والعدالة… ونسوا، أو تناسوا قصدًا، أن يكتبوا في نهاية شرحهم:

«قه… قه… قه»، تشبهًا بكتّاب سيناريوهات الأعمال الكوميديّة الرخيصة.

 

قواعد اللعبة

لم نعد نهتم لأي مفاجأة تحدث عندنا، أو في محيطنا… وأبعد.

كلّ شيء صار عاديًا.

قواعد اللعبة متحركة وليست ثابتة. وبين الثابت والمتحرّك، أو المتحوّل يظهر ما لا يتصوّره عقل عاقل، إذا كان العاقل ما زال يعتقد أن لعقله أي دور.

 

من أجل مَن؟

الأمطار روت الأرض وما غسلت تهمة واحدة من ملايين  التهم التي تتراشق بها «الشعوب الكادحة»، من أجل تثبيت أقدام اتّسخت لكثرة ما استُعملت، ومع ذلك تحشر هذه «الشعوب» أنفها بها، وتأخذ نفسًا عميقًا يُشعرها بأنها ما زالت تستطيع أن تستمرّ في نضالها.

من أجل من؟

ليس مهمًا.

 

آخر الكلام

يبدأ الكلام… وينتهي الكلام. وتظلّ الخُطَب الرنّانة وبيانات الإيضاح والردود، وتصاريح الشتم والتهديد والوعيد، بحاجة إلى مزيد من الكلام.

أي كلام.

ما استُخدم لا يكفي… ولن.

رحمةً باللغة وبنا، اكتبوا ولو لمرّة واحدة كلمة:

«انتهى».

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *